الأربعاء، 14 مايو 2008

ليلة سُرق العلك



كنت قد سكنت حي السليمانية، أحد أحياء الرياض، قبل كم سنة. أيام رائعة، مليئة بالعمل، قليل من الراحة، كثير من الترتيبات للمستقبل. في ليلة من ليالي تلك الأيام، بعد أن عدت من عملي في الصحيفة، حينذاك، وعند قرابة العاشرة والنصف ليلا، تعمدت أن أوقف سيارتي تماما أما بوابة الاستقبال لمبنى الشقق المفروشة، حيث كنت أسكن، وكأني كنت أخشى مما سمعت ورأيت من سرقات السيارات في تلك المنطقة، في ذلك الحين. كان موظف الاستقبال يعمل طوال فترة الليل. في الجهة الأخرى للشارع، حيث كانت سياراتي، كان الممشى (محيط مدينة الملك فهد الطبية). أوقفت السيارة وذهبت لشقتي، لأستمتع بساعات من ثلث حياتي (النوم)، أقوم بعدها لمواصلة العيش ليوم آخر.

في صباح اليوم التالي، خرجت للذهاب إلى العمل، عند السابعة صباحا تقريبا. لم أكن أعلم على أي حال أمست عليه سيارتي. حاولت فتح قفل الباب، ولكن مفتاحي وجد صعوبة في فعل ذلك. توجست أمرا ما. نظرت من نافذة الباب الخلفي إلى داخل السيارة.. قطعا صغيرة من الزجاج على المقعدة، وصخرة بحجم قبضة اليد وأكبر بجانب الزجاج المتناثر!

بدأت أحاول تذكر الأشياء الثمينة في السيارة، فعادةً لا أترك بها أثمن من استمارة السيارة، كوثيقة، وعطر إن وجد. فتحت باب السيارة من جهة الراكب، وبدأت في تفقد الأشياء. تذكرت حينها إني قد تركت حقيبتي (شنطة الكلية) في السيارة، وعادة لا أفعل ذلك. إحتوت الحقيبة على جواز السفر، عقد نكاح، أوراق أسئلة وكشوفات لأسماء الطلاب، نسخة من مفتاح السيارة، ومستندات أخرى لا أذكرها؟! وبما أني كنت أثناء تلك الأيام أرتب لرحلة خارج المملكة، أقلقتني سرقة جواز السفر، وقد ألغى رحلاتي الخارجية لمدة عامين، إن صح ظني، وكنت أيضا مشغولا بترتيبات زواجي؛ فخشيت على عقد النكاح، فأي تأخر في إقامة موعد الزواج لم تكن تحتمل. درجات الطلاب كانت قضية أخرى. مفتاح السيارة كاد أن يفقدني الجمل بما حمل!

أثناء تلك اللحظات المؤرقة، قمت بتفقد الأدراج الأمامية والجانبية لها، فلم أفقد شيئا سوى بعثرة الأوراق. تفقدت المقعدة الخلفية، حيث تذكرت أني وضعت الحقيبة خلف مقعد السائق، فإذا بالحقيبة مكانها. حمدت الله على ذلك، وله الحمد دوما! تفقدت محتويات الحقيبة، وكلما وجدت غرضا مهما، تذكرت أن في الحقيبة غرض آخر أهم.. لم أفقد أي غرض من الحقيبة.. الحمد لله مرة أخرى! أظن السارق قد أغشيت عيناه عينها.

بعد أن انتهيت من تفقد أغراض السيارة، كان كل شيء مكانه، إلا علك باطوق (أبو نص)، كنت قد وضعته في الدرج تحت المسجل.. ربما رأى السارق فيه فائدة، ففعل فعلته التي فعل وهرب.. هداه الله وغفر له!

حكمة: ما أجمل الحياة عندما يؤمن المرء أن الله بصير بعبادة، غفور رحيم!

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

عند سرقة شيء من سيارتك ، احذر ثم احذر من إبلاغ الشرطة . فهي سوف تعطلك ثم تؤدبك على التجرؤ على إزعاجها ببلاغ عن سرقة !
فزجاج سيارتي كسر أثناء صلاة المغرب ، وكانت متوقفة أمام باب المسجد، وبعد إبلاغ الشرطة و حضورها - غير مشكورة - بعد ساعة ، أفدت بأن جواز سفري مسروق من السيارة
عندها أخذوني لمركز الحمراء و هناك : اتهمني الضابط الخارق الذكاء بأنني أنا من كسر زجاج سيارتي حتى أبرر "ضياع" جواز سفري !

تحياتي

أبو عناد

محمد الشهراني يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
محمد الشهراني يقول...

أبو عناد.. يؤسفني ما حدث لك. كثرت حوادث السرقة في البلد ظاهرة تهدد الأمن مباشرة. أنا شخصيا لا أري أن لقوات الأمن علاقة في أسباب تفشي هذه الظاهرة، وإنما هي أسباب أخرى.. مثل العجز عن استيعاب الشباب وظيفيا والوضع المادي المتدني لبعض الأسر.

ليت الملايين الي راحت للفراعنة وفي احتفال ماجد خصصت لحل مثل هذي القضايا

:(

غير معرف يقول...

أختلف معك أبو أحمد ... هناك أشخاص يسرقون من أجل السرقة نفسها وهم أغنيــــــــــــــاء لا يحتاج لما سرقه ... ولكن لو قطعت يده لما تجرأ أحد على السرقة ...

سرقت سيارتي وسيارات إخواني ولم يتم القبض على أحد ... ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ...

على فكرة اللي سرقوا سياراتنا ليسوا بحاجة للمال وليس بيننا وبينهم أي عداوة (إلا في مرة وحدة) ... والسالفة تطول ...

احمد ربك ليل ونهار على ما حصل لك ...

وأخيرا أقول ... مو كل مرة تسلم الجرة ... فاحذر احذر