السلام عليكم.. طيب الله يومك وعملك..
يقول الرحمن الرحيم:
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)﴾
سورة الإنشقاق
قال تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه • فسوف يحاسب حساباً يسيراً} أي سهلاً بلا تعسير، أي لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله، فإن من حوسب كذلك هلك لا محالة.
روى الإمام أحمد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عذب"، قالت، فقلت: أفليس قال الله تعالى: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}، قال: "ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب."
وروى ابن جرير عن عائشة، رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلاّ معذباً"، فقلت: أليس الله يقول {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: "ذاك العرض، إنه من نوقش الحساب عذب" ، وقال بيده على إصبعه كأنه ينكت."
وفي رواية عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "من نوقش الحساب - أو من حوسب - عذب، ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض الله تعالى وهو يراهم."
***
وقوله تعالى: {وينقلبُ إلى أهلهِ مسرورا} أي ويرجع إلى أهله في الجنة {مسرورا} أي فرحاً مغتبطاً بما أعطاه الله عزَّ وجلَّ، وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إنكم تعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك الغائب أن يثوب إلى أهله، فمسرور أو مكظوم."
***
[جـاء في الحديث أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال :"إن الله سبحانه وتعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا ربهم ألا لعنة الله على الظالمين." رواه البخاري ومسلم]
*التفسير من ابن كثير، رحمه الله ورحمنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق