الاثنين، 19 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #ميكائيل_عليه_السلام و#الملائكة]

يقول العلماء: دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على أن رؤساء الملائكة أربعة: جبريل وإسرافيل وملك الموت وميكال (ميكائيل)، عليهم الصلاة والسلام. أما إسرافيل، فقد أوكل الله تعالى إليه النفخ في الصور، قال تعالى: {فنفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله}. وأوكل الله تعالى إليه - أي إسرافيل عليه السلام - أن يتقدم الخلق أجمعين، بعد النفخةِ الثانية، وهم يُحشرون إلى أرض المحشر، يقول الله تعالى في سورة طه {يومئذ [أي في المحشر] يتبعون الداعي لا عوج له}، فالداعي هو إسرافيل والخلقُ يتبعونه ولا يحيدون عنه لا ميمنة ولا ميسرة.

وقد وصف الله تعالى الناس بوصف بليغ عند خروجهم من قبورهم، فقال في سورة القارعة {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث}، والفراش من وصفه أنه يموج بعضه في بعض يتخبط، في حين أن الجراد يمشي على هيئة واحدة، ليس كالفراش، كما قال الله تعالى في سورة القمر {كأنهم جراد منتشر}، وذلك كأن الناس بعد بعثهم مباشرة يكونون كالفراش لا يدرون أين يذهبون، ثم عندما يسمعون نداء إسرافيل يجتمعون كالجراد المنتشر يسيرون خلفه يتبعونه إلى أرض المحشر وهي أرض بيضاء نقية لم يُعص الله تعالى عليها قط. 
***
أما جبريل وميكال فقد قرن الله تعالى بينهما في عطف خاص بعد أمر هام في سورة البقرة، قال الله {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين • من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}، فذكر الله تعالى الملائكة في الأول وهذا ذكر عام، ثم ذكر جبريل وميكال وهذا خاص، والقصد من الإفراد في هذه الآية هو التمييز والتشريف لهما عليهما الصلاة والسلام.
 
وسبب نزول هذه الآية:
أن جمعا من اليهود جاؤوا إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا أبا القاسم: إنا سائلوك عن مسائل لا يعلمها إلا نبي، فسألوه فأجابهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا بقيت واحدة، إن أجبتنا إليها اتبعناك، فأخذ عليهم النبي، صلى الله عليه وسلم، العهد والمواثيق إن أجابهم اتبعوه، واليهود عليهم لعائن الله قوم بهت، فأعطوه العهد، فقالوا: من وليك من الملائكة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ولي من الملائكة جبريل، ولم يكن عليه الصلاة والسلام أن يتبرأ من الملائكة، لكن الله تعالى أوكل مهام الأنبياء إلى جبريل، عليه الصلاة والسلام، فالنبي صلى الله عليه وسلم حدث بالواقع، فقال: ولي من الملائكة جبريل، فقال اليهود: هذا الذي ينزل بالحرب والقتال، فلو كان وليك من الملائكة هذا الذي ينزل بالقطر والرحمة والغيث [أي ميكال] لاتبعناك، فأنزل الله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين • من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}
***
وقد أوكل الله إلى ميكال عليه السلام الغيث والرحمة الذي به حياة الناس، ولهذا ينبغي أن يعرف أن القطر الذي ينزل في كل عام هو واحد، ما كان في العام الأول والعام هذا والذي سيليه، منذ أن خلق الله السموات والأرض - من حيث الكمية واحد - يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما عام أمطرَ من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ: {ولقد صرفناه بينهم}. فأوكل الله تعالى بإذنه إلى ميكال أن يصرف هذا القطر، فتارة يزداد وتارة يقل في أرض دون أرض، وقد تجد بلادا ذات أرض واسعة يموت بعض أهلها من جدب الديار، ويموت بعض أهلها من كثرة الأمطار بالغرق، ورب الاثنين واحد لا رب غيره، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يتفكر في خلق الله.

وقد ورد في أحاديث كثيرة أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا قام من الليل يلجيء إلى رب جبريل وإٍسرافيل وميكائيل، فيأتي بالثلاثة في سياق واحد فيقول (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون... الخ).

*من مقال للشيخ سلمان بن يحيى المالكي، من موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/slman/126.htm

ليست هناك تعليقات: