الأحد، 25 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #ملك_الموت، عليه الصلاة والسلام]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

الظاهر أن ملك الموت شخص معين، وقد سمي في بعض الآثار بـ#عزرائيل وهو المشهور (قاله قتادة وغير واحد من علماء السلف)، وله أعوان؛ وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون [الروح] من سائر الجسد، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت، قال مجاهد: حويت له الأرض فجعلت مثل الطست يتناول منها متى يشاء. وقال كعب الأحبار: واللّه ما من بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلا وملك الموت يقوم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه، "أخرجه ابن أبي حاتم". 

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
****

ملك الموت اسمه #عزرائيل ومعناه (عبد الله). وتصرفه كله بأمر الله تعالى وبخلقه واختراعه. روي في الحديث أن (البهائم كلها يتوفى الله أرواحها دون ملك الموت) كأنه يعدم حياتها؛ ذكره ابن عطية. قلت: وقد روي خلافه، وأن ملك الموت يتوفى أرواح جميع الخلائق حتى البرغوث والبعوضة. روى جعفر بن محمد عن أبيه قا: نظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسل: (ارفق بصاحبي فإنه مؤمن)، فقال ملك الموت، عليه السلام: (يا محمد، طب نفسا وقر عينا، فإني بكل مؤمن رفيق. واعلم أن ما من أهل بيت مدر ولا شعر، في بر ولا بحر، إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات، حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم. والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها). قال جعفر بن علّي : بلغني أنه يتصفحهم عند مواقيت الصلوات؛ ذكره الماوردي. وذكر سليمان بن مهير الكلابّي قال: حضرت مالك بن أنس رضي الله عنه فأتاه رجل فسأله: أبا عبد الله، البراغيث أملك الموت يقبض أرواحها؟ قال: فأطرق مالك طويلا ثم قال: ألها أنفس؟ قال نعم. قال: ملك الموت يقبض أرواحها؛ {الله يتوفى الأنفس حين موتها} [الزمر : 42].

قال ابن عطية بعد ذكره الحديث وكذلك الأمر في بني آدم، إلا أنه نوع شرف بتصرف ملك وملائكة معه في قبض أرواحهم. فخلق الله تعالى ملك الموت وخلق على يديه قبض الأرواح، واستلالها من الأجسام وإخراجها منها. وخلق الله تعالى جندا يكونون معه يعملون عمله بأمره؛ فقال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} [الأنفال : 50] وقال تعالى: {توفته رسلنا} [الأنعام : 61]. والبارئ خالق الكل، الفاعل حقيقة لكل فعل؛ قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} [الزمر : 42].

 فملك الموت يقبض والأعوان يعالجون والله تعالى يزهق الروح. وهذا هو الجمع بين الآي والأحاديث؛ لكنه لما كان ملك الموت متولي ذلك بالوساطة والمباشرة أضيف التوفي إليه كما أضيف الخلق للملك.

وروي عن مجاهد أن الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الإنسان يأخذ من حيث شاء. وقد روي هذا المعنى مرفوعا، وقد ذكرناه في (كتاب التذكرة).

 وروي أن ملك الموت لما وكله الله تعالى بقبض الأرواح قال: رب جعلتني أذكر بسوء ويشتمني بنو آدم. فقال الله تعالى له: (إني أجعل للموت عللا وأسبابا من الأمراض والأسقام ينسبون الموت إليها فلا يذكرك أحد إلا بخير). وقد ذكرناه في [كتاب] التذكرة مستوفى - وقد ذكرنا أنه يدعو الأرواح فتجيئه ويقبضها، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أو العذاب - بما فيه شفاء لمن أراد الوقوف على ذلك.

وفي كتاب التذكرة: وروى عن ابن عباس أن إبراهيم خليل الرحمن سأل ملك الموت أن يريه كيف يقبض روح المؤمن فقال له: اصرف وجهك عني فصرف، ثم نظر إليه فرآه في صورة شاب حسن الصورة، حسن الثياب، طيب الرائحة، حسن البشر، فقال له: و الله لو لم يلق المؤمن من السرور شيئا سوى وجهك كفاه، ثم قال له: أرني كيف تقبض روح الكافر فقال له: لا تطيق ذلك قال: بلى أرني، قال: اصرف وجهك عني فصرف وجهه عنه، ثم نظر إليه فإذا صورة إنسان أسود، رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، كأقبح ما أنت راء من الصور، تحت كل شعرة من جسده لهيب نار، فقال له: و الله لو لم يلق الكافر سوى نظرة إلى شخصك لكفاه.

*من تفسير القرطبي ومن كتابه "التذكرة"، رحمنا الله ورحمه

ليست هناك تعليقات: