الثلاثاء، 27 مايو 2014

[#فتوى مهمة في #الإسبال، تعالج #شبهة وقع فيها البعض. معرفتها وتطبيقها نجاة من كبيرة من كبائر الذنوب، بإذن الله تعالى]

سُئِلَ الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله:

في الحديث أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال ما معناه أن الذي يسبل ثيابه في النار، فنحن ثيابنا تحت الكعبين وليس قصدنا التكبر ولا الافتخار وإنما هي عادة اعتدنا عليها فهل فعلنا حرام؟ وهل الذي يسبل ثيابه وهو مؤمن بالله يكون في النار. أرجو الإفادة؟

الجواب: لقد ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) رواه الإمام البخاري في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ المسبل إزاره، والمنان في ما أعطى، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على تحريم الإسبال مطلقاً ولو زعم صاحبه أنه لم يرد التكبر والخيلاء لأن ذلك وسيلة للتكبر، ولما في ذلك من الإسراف وتعريض الملابس إلى النجاسات والأوساخ. أما إن قصد بذلك التكبر؛ فالأمر أشد والإثم أكبر، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). والحد في ذلك هو الكعبان، فلا يجوز للمسلم الذكر أن تنزل ملابسه عن الكعبين للأحاديث المذكورة، أما الأنثى فيشرع لها أن تكون ملابسها ضافية تغطي قدميها.

وأما ما ثبت عن الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: إن إزاري يرتخي إلا أن أتعاهده. فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنك لست ممن يفعله خيلاء). فالمراد بذلك أن من ارتخى إزاره بغير قصد وتعاهده وحرص على رفعه لم يدخل في الوعيد لكونه لم يتعمد ذلك، ولم يقصد الخيلاء، وهذا بخلاف من تعمد إرخاءه، فإنه متهم بقصد الخيلاء وعمله وسيلة على ذلك والله سبحانه هو الذي يعلم ما في القلوب، والنبي  صلى الله عليه وسلم أطلق الأحاديث في التحذير من الإسبال وشدد في ذلك، ولم يقل من أرخاها بغير خيلاء، فالواجب على المسلم أن يحذر مما حرّم الله عليه، وأن يبتعد عن أسباب غضب الله، وأن يقف عند حدود الله، يرجو ثوابه ويخشى عقابه. إنتهى كلامه، رحمه الله.
***
ذكر الشوكاني في كتابه "فتح القدير" ما نصه:

"أخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ لقينا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل، فأخذ النبي، صلى الله عليه وسلم، بناحية ثوبه، فقال: يا رسول الله، إني أحمش الساقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (يا عمرو بن زرارة! إن الله عز وجل قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو بن زرارة.. إن الله لا يحب المسبلين).

وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد قال: أبصر النبي، صلى الله عليه وسلم، رجلاً قد أسبل إزاره، فقال: (ارفع إزارك)، فقال: يا رسول الله، إني أحنف، تصطك ركبتاي، فقال:
(ارفع إزارك، كلّ خلق الله حسن)."

[نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، الصحابيين عن #الإسبال، علما أن سبب إسبالهما لم يكن #الكبر أو #الخيلاء.]

مصدر الفتوى:
http://www.binbaz.org.sa/mat/1847

ليست هناك تعليقات: