[#تدبر_آية الأعراف، ٣١: مما جاء في زينة المسلم عند الصلاة]
السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..🌹
يقول الله تبارك وتعالى:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
[الأعراف، ٣١]
لهذه الآية وما ورد في معناها من السنّة يستحب التجمل عند الصلاة، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل اللباس البياض، كما قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر)، وقال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم). ويروى أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه.
وقوله تعالى: {وكلوا واشربوا} الآية، قال بعض السلف: جمع اللّه الطب كله في نصف آية: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}. وفي الحديث: (كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف، فإن اللّه يحب أن يرى نعمته على عبده) "رواه أحمد والنسائي وابن ماجه"
*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
***
يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم، حفظه الله:
لِكُلّ مَقام مَقال.
وقد أمَرنا ربنا تبارك وتعالى بأخْذِ الْحَذَر حال الْحَرْب، وبأخْذ العدّة عند القتال، وبأخْذ الأسلحة حال الْخَوف، وبأخْذ الزينة عند كل صلاة، وهذا الأخير ما سأكتب عنه في هذه العجالة.
إن المتأمل لأحوال بعض الْمُصَلِّين يَجِد عَجَبًا.
فهذا يأتي إلى المسجد بِقميص نومه، وذاك بِزِيّ عَمَلِه، وثالث بِثياب مِهنته، وآخر بِملابس الرياضة، غير آبِـهين بِما سَيُقْدِمون عليه – وهو الوقوف بين يدي الله سبحانه – بينما تَراهم جميعا يَلْبَسون أفضل ثيابـهم عند حضور مناسبة أو إجابة وَليمة، ولو دُعي أحدهم لِمُقَابَلَة مسؤول – أيًّـا كان هذا المسؤول – لأخَذ كامِل زينته ولبس أجمل ما عنده من الثياب، وتَـهَنْدم أحسن هِندام، ووَقف أمام المرآة! واستشار أخاه أو صديقه وتعطّر بأزكى العطور وأرْقَاها. كل ذلك ليبدوا جميلاً لمن رَآه، ولا غرابة في ذلك.. فالله جميل يحب الجمال. والنفس تحب الـتَّجَمل وتُحبِّـذه.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى بأخذ الزينة عند كلّ صلاة، فقال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.
قال صالح بن أبي حَسَّان: سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن الله طَيِّب يُحِبّ الـطِّيب، نَظِيف يُحِبّ النظافة، كَرِيم يُحِبّ الكَرَم، جَواد يُحِبّ الْجُود؛ فَنَظِّفُوا أفْنِيتِكم، ولا تشبهوا باليهود. رواه الترمذي
فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب تعظيم شعائر الله، فلا تُؤتَى المساجد إلاّّ بِرَائحة طَيبة زكية، ولباس نظيف ساتر – وسواء في ذلك الكبار والصغار، لا أن يأتي الْمُصَلِّي إلى المسجد وكأنه خارج إلى الدكان أو داخل غُرفة نَومه!
ولذلك نُهي الْمُصلِّي أن يأتي إلى المسجد بروائح كريهة، سواء كانت رأئحة ما أكَل وبقيَت في فَمه، أو رائحة العرق في ثيابه أو في بَدَنه.
إن تعظيم شعائر الله – جل وعلا – مطلب شرعي، وضرورة مُلِحّة، ذلك أن المساجد بيوت الله وتعظيمها مِن تَعظيم مَن تُنْسَب إليه.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
*مقال الشيخ السحيم كاملا على:
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/315.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق