الأحد، 13 أبريل 2014

رسالة: [أبشروا يا كرام، يا من أدركتم تكبيرة الإحرام]

إن تكبيرة الإحرام براءة من النفاق، وبراءة من النار، لمن حافظ عليها، ووفقه الله إليها. وهي ركن الصلاة الأعظم بعد توحيد الله العظيم، من عظمها فإنما يعظم شعائر الله {ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. والناس في هذه التقوى على عشرة أقسام: صلاة كاملة، نصف، ثلث، ربع، خمس، سدس، سبع، ثمن، تسع، عشر، ومنهم من هو كالأعرابي (ارجع فصل، فإنك لم تصل) متفق على صحته. 

*من تقديم الشيح أحمد الحواشي للرسالة
***
إن من الوفاء بحق الصلاة وكمالها الظاهر إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام والمواظبة عليها، بل إن إدراك تكبيرة الإحرام والمواظبة عليها عنوان لحفظ الرجل صلاته وتوقيره لها.

إن إدراكها أمر سهل هين على السادة الكرام، المؤمنين الصادقين، ومن صدق الله صدقه، ومن عاش مواظباً على إدراك تكبيرة الإحرام، ومات على ذلك، كانت هذه بشرى له، ونرجو الله أن يكتب لصاحبها براءة من النار، وبراءة من النفاق. 

وكلما اقترب الرجل من المعاصي أكثر، تأخر عن الصلاة أكثر، فالغفلة والمعصية قيد تمنع صاحبها من إدراك تكبيرة الإحرام أو إدراك الركعة الأولى أو إدراك صلاة الجماعة كلها، وربما منعته عن إدراك الصلاة في وقتها، وربما منعته عن الصلاة كلها، بحسب قربه أو بعده عن المعصية صغيرها وكبيرها. 
***
ومن الآثار الواردة في فضل إدراك تكبيرة الإحرام:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء صفوة، وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى).
2. وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه، مرفوعاً قوله: (لكل شيء أنفة، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها).
3. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: عليكم بحد الصلاة، التكبيرة الأولى.
4. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قوله: ما يسرني أني انتهي إلى صلاة مكتوبة وقد سبقني الإمام بالتكبيرة الأولى وهي ذروة الصلاة ولي ستون من الإبل.
وقال آخر من الصحابة: ما يسرني أني انتهي إلى صلاة مكتوبة وقد سبقني الإمام ولي مائتان من الإبل.
وقال عبادة بن الصامت، رضي الله عنه: ما يسرني أني انتهي إلى صلاة مكتوبة، وقد سبقني الإمام بالتكبيرة الأولى وهي ذروة الصلاة، ولي ما طلعت عليه الشمس.
وقال آخر من الصحابة: ما يسرني أن انتهي إلى صلاة مكتوبة، وقد سبقني الإمام بتكبيرة الإحرام، ثم صليت ما بين الفجر الى المغرب ما عدل تلك التكبيرة. 
5. وعن يحيى بن أبي كثير أن رجلاً تهاون أو تخلف عن الصلاة حتى يكبر الإمام، قال ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم: لما فاتك منها خير من ألف.
6. عن مجاهد قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا أعلمه إلا ممن شهد بدراً، قال لابنه: أدركت التكبيرة الأولى؟ قال: لا، قال: لما فاتك منها خير من مئة ناقة كلها سود العين.
7. وعن ثابت البناني عن أنس بن مالك في قوله تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم)، قال: التكبيرة الأولى. ومثله عن مقاتل، ومثله عن مكحول الشامي.
8. وعن إبراهيم التيمي، رحمه الله، قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه.
 9. وعن يحيى بن معين رحمه الله، قال: سمعت وكيعاً،رحمه الله، يقول: من لم يدرك التكبيرة الأولى، فلا ترج خيره. ومثله عن هشام بن عمار رحمه الله، قال : سمعت وكيعاً يقول: إذا رأيت الرجل لا يقيم تكبيرة الإحرام، فأي شيء ترجو منه؟!
10. وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة.
11.  وقال وكيع عن الأعمش: اختلفت إليه قريباً من سنتين ما رأيته يقضي ركعة، وكان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.
12. وعن أسيد بن جعفر بن أخي بشر بن منصور السليمي قال: ما رأيت عمي فاتته التكبيرة الأولى.
13. وعن علي الديلمي قال: سمعت عبد الرحمن يقول: ما رأيت الشيخ محمد بن خفيف قط فاتته تكبيرة الإحرام في جميع صلواته منذ رأيته. 
14. وعن أحمد بن عمران قال: سمعت محمد بن سماعة التيمي، يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني تكبيرة الإحرام إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمساً وعشرين صلاة أريد التضعيف.
15 ـ وعن حبيب بن أبي حبيب البجلي قوله: كان السلف إذا فاتتهم ـ أي التكبيرة الأولى ـ عزوا أنفسهم ثلاثة أيام، وإذا فاتتهم الجماعة عزوا أنفسهم سبعة أيام.
***
وإذا فاتتك مرة تكبيرة الإحرام، وأصابك هم وغم شديد، وخشيت على نفسك النفاق، فأقبل إلى الله بصدق، واشكو إليه بثك وحزنك على فواتها، فهو سبحانه بارئ الأنفس ومغيرها ومزكيها، وخالق القلوب ومقلبها، ومن صدق الله صدقه، ومن وفى وفي له. 
***
*مختصر من رسالة مطبوعة للشيخ محمد بن قاسم الضميري [رسالة قيمة ثمينة، وأنصح بقرائتها] الرسالة على الرابط:
http://www.sunni-news.net/ar/articles.aspx?article_no=10244

ليست هناك تعليقات: