السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..
يقول الحق تعالى في سورة الشرح:
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
(آية: ٤)
ذكر سبحانه منته وكرامته على نبيه ورسوله محمد، صلى الله عليه وسلم] فقال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، قال الحسن: وذلك أن الله لا يُذكر في موضع إلاّ ذُكِر معه صلى الله عليه وسلم. قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة إلاّ ينادي، فيقول: "أشهد أن لا إلٰه إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله". قال مجاهد: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} يعني: بالتأذين. وقيل المعنى: ذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبله، وأمرناهم بالبشارة به. وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وعند المؤمنين في الأرض. والظاهر أن هذا الرفع لذكره الذي امتنّ الله به عليه يتناول جميع هذه الأمور، فكل واحد منها من أسباب رفع الذكر، وكذلك أمره بالصلاة والسلام عليه، وإخباره صلى الله عليه وسلم عن الله عزّ وجلّ أن من صلّى عليه واحدة.. صلى الله عليه بها عشراً، وأمر الله بطاعته كقوله:
{أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ}
وغير ذلك. وبالجملة فقد ملأ ذكره الجليل السمٰوات والأرضين، وجعل الله له من لسان الصدق، والذكر الحسن، والثناء الصالح ما لم يجعله لأحد من عباده:
{ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ}
[الحديد: 21 ]
اللَّهم صلّ وسلم عليه وعلى آله عدد ما صلى عليه المصلون، بكل لسان وفي كل زمان.. وما أحسن قول حسان بن ثابت:
أغرّ عليه للنبوّة خاتم
من الله مشهور يلوح، ويشهد
وضم الإلٰه اسم النبيّ مع اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود، وهذا محمد
*من تفسير الشوكاني، رحمنا الله ورحمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق