الجمعة، 25 ديسمبر 2009

مشغول جداً







كنت (مشغول جدا)، في يومٍ ما، في فترة من الزمن، ليست بعيدة.. تنقلت فيه من مكانٍ لآخر.. أحاول أن أقضي أمراً هنا، وأتمنى في الوقت نفسه أن أكون هناك، لقضاء أمر آخر.. وهكذا.. طوال اليوم، حتى دخل وقت صلاة المغرب.. كانت كلها مشاغل دنيا، والله المستعان!
توقفت حينها عند أحد المساجد.. لم أكن أشعر بتلك الطمأنينة والهدوء.. مشغول البال، طبعا!! لكن، ليس للمسلم خيار سوى أن يصلي في وقت الصلاة.. ما لم يكن له أمر يبيح تأجيل الصلاة.. وأسأل الله القبول!
أقيمت الصلاة.. صلينا.. وأسأل الله المغفرة.. انتهت الصلاة وقمت ناويا الخروج من المسجد لأكمل بقية المشاغل.. قبل أن أصل إلى الباب.. رأيت المصاحف.. تذكرت أني قد انشغلت بالدنيا كثيراً وابتعدت عن تلاوة وتدبر كتاب الله.. وما أكثر المصاحف في كل مسجد..!!؟
حوار يدور بيني وبين هواجس الشيطان.. أو كان الشيطان نفسه: هل أنتظر قليلا وأقرأ شيء من كتاب الله، أم أخرج وكلي عجلة لأتم مشاغلي؟! كنت أعرف أن القرآن أهم، ولكني مشغول و(مسسستعجل)..
أخيرا، مشيت نحو باب الخروج من المسجد، بشيء من السرعة، وما زال التردد يأخذني تارة.. وتارةً يتركني.. لكن قبل أن أصل إلى الباب، كان على آخرِ أعمدة المسجد رفٌ للمصاحف.. نظرت إليها..!!
توقفت عندها.. رأيت أن أقرأ بعض الآيات دون أن أضطر للجلوس.. كي أجدد عهدي بكلام من وهبني نعمة الحركة.. وله الحمد كله!.. للأسف، لم أكن أمتلك وقتها من الطمأنينة ما يكفي لذلك.. ولكن..
فتحت المصحف، دون أن أحدد أي سورة أو جزء أرتشف منه.. بدأت القراءة.. لم أشعر إلا وأنا أقرأ قوله تعالى..
{خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ.. الآية} الأنبياء (37)
توقفت للحظة.. متعجبا من الآية.. أدركت حينها أن الدنيا قد سلبت مني أكثر مما تستحق، ومن كثيرٍ منا.. ونسأل الله الإخلاص والخلاص!
******
آية للعبرة..
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} الفرقان (30)