السبت، 25 يوليو 2009

أكاذيب حمراء.. بالخط العريض!

خالف تعرف.. وتصبح من أشهر البرامج التلفزيونة وأكثرها إثارة للمشاهد العربي (ولك أن تحدد أي أنواع الإثارة أقصد!).. هذا في ظني هو المنهاج الذي اتخذه القائمون على برنامج أحمر بالخط العريض (على قناة الـLBC) شعارا لهم.. وبالفعل، اكتسبوا شهرة غير مسبوقة، في فترة وجيزة، وذلك بعد إغرائهم لبعض الشباب السعودي، على وجه الخصوص.. وأعنيها، والعربي بشكل عام، من كلا الجنسين طبعا.. وجعلهم يظهرون على شاشة القناة للتصريح بمعلومات وأسرار شديدة الخصوصية، وللتشهير، بكل جرأة، بجرائم محرمة شرعا وأيضا من قبيل العرف البشري، على إختلاف الدين. ربما يكون السبب خلف ذلك تشويه سمعة الشعب السعودي المحافظ – ولا أنتقص من قدرالشعوب الإسلامية والعربية الأخرى، ففي كلٍ خير - ولكن هذا ما اعتقده وأكاد أجزم به.. وربما يكون ذلك لأسباب جنسية أو ثقافية أخرى، وأراه للأولى أقرب.

وليس من قبيل الشماتة بمعصية العباد.. أظنك سمعت عن الشاب الذي خرج من جدة ليخبر المشاهدين عن طرقه في إغواء الفتيات وجعلهم يمارسون أبشع الجرائم والمحرمات (الزنا)، والعياذ بالله.. أسأل الله العافية مما أبتلي به، وأحمده أن جنبنا.. كما أود أن أذكرك قبل أن أدخل في التفاصيل بأَلا تكون عونا للشيطان عليه.. فدعائك له بالتوبة والهداية خيرا من غيرها!!

المهم، وقع ما وقع.. ونسأل الله السلامة.. نفس المشرفون على البرنامج – برنامج أحمر بالخط العريض - قاموا بالإتصال بشابين سعوديين.. فهد وعبد الله.. أعرفهما حق المعرفة، معرفة شخصية قديمة.. أخبراني بقصتهما مع البرنامج بأنفسهم، ولا أقول سمعت من فلان أو فلان.

وهنا أترك لفهد المجال ليحكي لك تجربته مع البرنامج بنفسه:

"في أحد الأيام، قابلت أحد أعضاء برنامج أحمر بالخط العريض، لديه وظيفة مرموقة في الرياض، لا علاقة لها بالبرنامج كما يظهر لي.. أخبرني بأن البرنامج يحتاج لأحد الأشخاص ليقوم بتمثيل دور شخص مريض ويعاني من الوسواس القهري. بعدعدة أيام من مقابلة ذلك الشخص، اتصلت بي إحدى المنسقات من البرنامج وطلبت مني أن أرشح نفسي للبرنامج.. وقامت بعرض المغريات التالية:

  1. تذاكر سفر ذهابا وإيابا مجانية.. من أبها، جدة إلى ابيروت.. أو من أي مدينة كان فيها في السعودية
  2. سكن في فندق خمسة نجوم
  3. بعد الإنتهاء من تصوير الحلقة، لك الأحقية في التصرف بحرية في بقية الوقت حتى مغادرة بيروت..

بعد ذلك، قامت المنسقة بعرض سيناريو المشكلة التي سأقوم بتمثيلها على البرنامج، وهي كالتالي:

(أنا شاب سعودي أبلغ من العمر 24 عام.. أعاني من مرض نفسي بسبب قسوة وشدة والدي ]يقصدون الوسواس القهري[، منذ صغر سني. حاولت الإنتحار أكثر من مرة. ابتعدت عن جميع أصدقائي وأقاربي وبقيت وحيدا. أصبحت أفكر كثيرا وأشك فيمن حولي، حتى في الصلاة.. بعد أن أدخل في الصلاة، أشك أني لم أتوضأ، وأبدأ في تحسس ذراعي كي أتأكد من وجود أثر الماء.. وهكذا..)

وما زال الحديث لفهد.. حاولت تجنب اتصالات منسقي البرنامج.. والتي وجدتها في أحد الأيام قد زادت عن الـ45 اتصال.. وذلك دليل حرصهم على ظهوري معهم في البرنامج. أما رسائلهم، فقد كانت كثيرة جدا.. وهذه بعض رسائلهم النصية ]أحببت أن أنقلها لكم كما هي، بنفس الطريقة واللهجة التي كتبت بها[

الرسالة الأولى.. جميع الرسائل من لبنان من الرقم (****00961389)

بكرة الظهريات بيكلموك المكتب تحياتي

الرسالة الثانية..

أخ فهد ممكن ترد علي أنا كلمتك أمس..

الرسالة الثالثة..

مرحبا فهد كيفك أنا بحاجة كلمك أنا ايليان

أنتهى كلام فهد هنا.."

وللعلم، والكلام لي الآن، عرض منسقي البرنامج على فهد تغيير إسمه، والـ(لوك).. أقصد المظهر، فلا يعرفه أحد.. طبعا الأمر حسب إختيار ورغبة فهد.

أما عبد الله، فحصل على نفس العرض تماما.. إلا أن السيناريو مختلف.. فسيقوم بتمثيل دور شخص عُمل له (سحر صرف) بينه وبين زجته.. وطلب منه أن يمثل الدور بشكل حقيقي.. وعندما يسأله المقدم كيف كنت تنظر لزوجتك.. يجيب: كنت أرى وجهها كأنه وجه (...)!! غريب.. صح؟

والد فهد رجل صالح.. من أشد الناس تقديرا لأبنائه، وأفضلهم تربية.. وهذا ما أعرفه عنه ولا أزكي على الله أحد..

عبد الله يعيش حياة زوجية كريمة، كغيره من الناس.. لا سحر ولا ما يحزنون.. والحمد لله..

والآن.. لا يساورني أدني شك أن مادة هذا البرنامج غير صالحة للإستماع لها، ولا لمتابعتها.. هذا البرنامج وكل برنامج على شاكلته.. فهل إكتفينا من صدق الإعلام حتى ننتقل لما هو كذب صرف..!؟ علما أني أوجست أمرا عندما شاهدت بعض حلقات البرنامج على الإنترنت – فقناة الـLBC ليست من قنواتي المفضلة في المنزل، وأحمد الله على ذلك – بدا لي وقتها أن الأمر تمثيل في ثمثيل.. ولكن دون دليل قاطع!

في هذه المرة.. فهد وعبد الله تلقيا العرض المغرى، في نظر البعض.. سفرة مجانا إلى بيروت في فصل الصيف.. فندق ووناسة (والله يستر).. ولكن.. لخيبة ظن المشرفين على البرنامج.. كرامة فهد وعبد الله، وغيرتهم على دينهم ووطنهم.. كانت أغلى..!!

وبدون أي تردد، قرر الشابين نشر كذب وتضليل البرنامج والمشرفون عليه.. عن طريق أي قناة إعلامية ممكنة.. ولديهم أدلة أخرى تدين البرنامج.. كإتصالات المنسقين من السعودية ومن لبنان، ورسائل الجوال.. وغيرها..

أسأل الله أن لا يجعل من أمتنا من ينزلق وراء سفرة سياحية يكون ثمنها تشويه صورة ديننا وبلدنا.. وجزى الله عبد الله وفهد خير الجزاء على وعيهم وإخلاصهم..

والله من وراء القصد..

تقبل تحياتي

محمد بن أحمد أبو زيفة