الاثنين، 6 فبراير 2012

قصة كاتب الوحي وردته عن الإسلام، وقصة عبد الله القصيمي (صوتية)

 

ذكر الشيخ صالح المغامسي قصة كاتب الوحي الذي إرتد عن الإسلام.. ثم تاب، وكذلك قصة عبد الله القصيمي (صوتية).. في سلسلته الصوتية (تأملات قرآنية). رأيت أن أنقلها لكم للفائدة والعظة والعبرة، وللغرابة في كلا القصتين، ولدلالة (أن الأعمال بالخواتيم). نقلت قصة كاتب الوحي من هذا المصدر ومن مصادر أخرى (بتصرف).

الصحابي، كاتب الوحي:
ذكر الشيخ هذه القصة للصحابي وكاتب الوحي، عبد الله بن سعد ابن أبي السرح، الذي إرتد بعد كتابته للوحي، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ... الآية) الأنعام:93

يقول: أسلم عبد الله بن أبى السرح أول مرة قبل صُلح الحُديبية وقد حسن إسلامه وكان موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شرفه بمهمة كتابة الوحي.

ذات يوم، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرأ على المُسلمين مما أنزله الله من قرآن في سورة المؤمنون، وكان عبد الله بن أبى السرح يكتُب. وعندما كان (صلى الله عليه وسلم) يتلوا آيات خلق الإنسان من سورة المؤمنون: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ... الآية)، قبل أن ينتهي (صلى الله عليه وسلم) من تلاوة نفس الآية، عِجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان فقال:" تبارك الله أحسن الخالقين".

سمعه النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: أكتُبها، فهكذا أوحيت إلي. شك عبد الله في نبوة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). خرج عبد الله ابن أبي السرح وقال: إن كان صادقاً، فقد أوحى إلي مثلما يوحى إليه، وإن كان كاذباً فإنما أقول مثلما يقول.
عاد بعد ذلك للمشركين من قريش وأعلن ردته.

أنزل الله فيه قوله تعالى:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) الأنعام:93

يقول الشيخ المغامسي – وفقه الله – لم يصرح الله سبحانه باسم عبد الله بن أبي السرح في الآية، لأنه سبق في علمه أنه سيتوب ويرجع عن كفره، والله أعلم.

في السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة. أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقتل أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال و ثلاث نساء)، وهم  من أشد من عادى الإسلام والمسلمين، حتى وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة. كان منهم عبد الله بن أبي السرح. وقد عفى عليه الصلاة والسلام عن بقية القوم: (اذهبوا، فأنتم الطلقاء).

يقول المغامسي: كان عبد الله بن أبى السرح شقيق عثمان بن عفان رضي الله عنه في الرضاعة، ولذلك رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يتشفع فيه عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بعد توبته وإنابته.

ذهب عثمان رضي الله عنه ومعه أخوه عبد الله ابن أبي السرح إلى مجلس رسول الله.. ]فجاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟) فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين).[ رواه أبو داوود والبيهقي.

بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتولي عثمان رضي الله عنه للخلافة، ولى عبد الله ابن أبي السرح واليا على مصر وقائدا للجيوش الإسلامية هناك، حيث تولى قيادة الأسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري، وانتصر على البيزنطيين وأغرق 900 سفينة من أسطول قسطنطين الثاني، كما غزا إفريقية عدة مرات سنة 31هـ، و 33هـ حتى بلغ تونس.

وفاته..
يذكر المغامسي أنه بعد تلك المعارك التي خاضها في سبيل الله، وفي إحدى الليالي، دعا عبد الله ابن أبي السرح خالقه أن يقبض روحه في صلاة الفجر. نام ليلته تلك، ثم لما كان عند الفجر، خرج ليؤم الناس في صلاتهم، راجيا أن يقبض الله روحه في تلك الصلاة. قرأ في الركعة الأولى أو الثانية بسورة الضحى، ولم يدرك الرواة ما قرأ في الأخرى. انتظر في صلاته إجابة دعوته – بقبض روحه – ولكن ذك لم يحدث، فسلم على يمينه، وقبل أن يسلم على يساره، قبض الله روحه.

عبد الله ابن أبي السرح، كاتب الوحي، الذي كذبه وأنكره بعد ذلك، والذي تاب بعد ذلك وحسن إسلامه.. جاهد في سبيل الله وقبض الله روحه في صلاة الفجر.

قبل الختام.. هنا قصة أخرى للشيخ المغامسي، لأحد العباد الذين ذاع صيتهم في الدين، ولكن نهايته كانت خلافا لذلك (والله اعلم بعباده):

 قصة عبد الله القصيمي:


نسأل الله الخاتمة الحسنة وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وأن يغفر لي ولك ولوالدينا وللمسلمين كافة!