السبت، 31 مايو 2014

[#تدبر_آية #الأعراف، 50: مما جاء في نداء أصحاب النار لأقاربهم في الجنة، وكذلك فضل #صدقة_الماء]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..
 
يقول الحق تبارك وتعالى:

{وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ}

فيه الآية ثلاث مسائل:

الأولى: قوله تعالى: {وَنَادَىٰ} قيل: إذا صار أهل الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار فقالوا: يا رَبُّنَا، إن لنا قرابات في الجنة فأْذن لنا حتى نراهم ونكلمهم. وأهل الجنة لا يعرفونهم لسواد وجوههم، فيقولون: {أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ}، فبيّن أن ٱبن آدم لا يستغني عن الطعام والشراب وإن كان في العذاب. {قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ} يعني طعام الجنة وشرابها. 

الثانية: في هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال. وقد سئل ابن عباس: أي الصدقة أفضل؟ فقال: الماء، ألم تَرَوْا إلى أهل النار حين ٱستغاثوا بأهل الجنة «ان أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ»؟

 وروى أبو داود "أن سعداً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أيّ الصدقة أعجب إليك؟ قال: «الماء». وفي رواية: فحفر بئراً فقال «هذه لأمّ سعد». وعن أنس قال: قال سعد: يا رسول الله، إن أمّ سعد كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدّق عنها؟ قال: «نعم وعليك بالماء» "

وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن عُبادة أن يسقي عنها الماء. فدلّ على أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء. وقد غفر الله ذنوب الذي سقى الكلب، فكيف بمن سقى رجلاً مؤمناً موحداً وأحياه. 

وفي حديث عائشة عن النبيّ، صلى الله عليه وسلم:
"ومن سَقَى مسلماً شَربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ومن سقى مسلماً شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها "
خرّجه ابن ماجه في السُّنَن.

الثالثة: وقد ٱستدلّ بهذه الآية من قال: إن صاحب الحوض والقِربة أحق بمائه، وأن له منعه ممن أراده؛ لأن معنى قول أهل الجنة: «إنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ» لا حقّ لكم فيها. وقد بوّب البخارِيّ رحمه الله على هذا المعنى: (باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه) وأدخل في الباب عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

"والذي نفسي بيده لأذودنّ رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض".

قال المهلّب: لا خلاف أن صاحب الحوض أحق بمائه؛ لقوله عليه السلام:
"لأذودنّ رجالاً عن حوضي".

*من تفسير القرطبي، رحمنا الله ورحمه

الأربعاء، 28 مايو 2014

[#تدبر_آية الأعراف، ٤٦: من خبر السور بين الجنة والنار وخبر أصحاب #الأعراف]

السلام عليكم.. طبت وطاب صباحك..

يقول الله عز وجل:
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
 
لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار، نبه أن بين الجنة والنار حجاباً، وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة، قال ابن جرير: وهو السور الذي قال اللّه تعالى فيه: {فضرب بينهم بسور له باب}، وهو الأعراف الذي قال اللّه تعالى فيه: وعلى الأعراف رجال}، ثم روى بإسناده عن السدي أنه قال في قوله تعالى: {وبينهما حجاب} هو السور وهو الأعراف، وقال مجاهد: الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب. قال ابن جرير: والأعراف جمع عرف، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفاً.

اختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. قال بذلك حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف. وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ ابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، قال: (أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون) وقال ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف، فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلفت بهم حسناتهم عن النار. قال: فوقفوا هناك على السور حتى يقضي اللّه فيهم.

وعن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ قول اللّه تعالى: {فمن ثقلت موازينه} الآيتين، ثم قال: الميزان يخف بمثقال حبة، ويرجح، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم ونظروا إلى أهل النار {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}، تعوذوا باللّه من منازلهم. قال: فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد يومئذ نوراً، وكل أمة نوراً فإذا أتوا على الصراط سلب اللّه نور كل منافق ومنافقة. فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا: {ربنا أتمم لنا نورنا}، وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان بأيديهم فلم ينزع، فهنالك يقول اللّه تعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون} فكان الطمع دخولاً، قال: فقال ابن مسعود إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة، ثم يقول: "هلك من غلبت آحاده عشراته".

 وسئل رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف. قال: (هم آخر من يفصل بينهم من العباد، فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد، قال: أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار، ولم تدخلوا الجنة، فأنتم عتقائي، فارعوا من الجنة حيث شئتم). 

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الثلاثاء، 27 مايو 2014

[#فتوى مهمة في #الإسبال، تعالج #شبهة وقع فيها البعض. معرفتها وتطبيقها نجاة من كبيرة من كبائر الذنوب، بإذن الله تعالى]

سُئِلَ الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله:

في الحديث أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال ما معناه أن الذي يسبل ثيابه في النار، فنحن ثيابنا تحت الكعبين وليس قصدنا التكبر ولا الافتخار وإنما هي عادة اعتدنا عليها فهل فعلنا حرام؟ وهل الذي يسبل ثيابه وهو مؤمن بالله يكون في النار. أرجو الإفادة؟

الجواب: لقد ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) رواه الإمام البخاري في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ المسبل إزاره، والمنان في ما أعطى، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على تحريم الإسبال مطلقاً ولو زعم صاحبه أنه لم يرد التكبر والخيلاء لأن ذلك وسيلة للتكبر، ولما في ذلك من الإسراف وتعريض الملابس إلى النجاسات والأوساخ. أما إن قصد بذلك التكبر؛ فالأمر أشد والإثم أكبر، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). والحد في ذلك هو الكعبان، فلا يجوز للمسلم الذكر أن تنزل ملابسه عن الكعبين للأحاديث المذكورة، أما الأنثى فيشرع لها أن تكون ملابسها ضافية تغطي قدميها.

وأما ما ثبت عن الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: إن إزاري يرتخي إلا أن أتعاهده. فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنك لست ممن يفعله خيلاء). فالمراد بذلك أن من ارتخى إزاره بغير قصد وتعاهده وحرص على رفعه لم يدخل في الوعيد لكونه لم يتعمد ذلك، ولم يقصد الخيلاء، وهذا بخلاف من تعمد إرخاءه، فإنه متهم بقصد الخيلاء وعمله وسيلة على ذلك والله سبحانه هو الذي يعلم ما في القلوب، والنبي  صلى الله عليه وسلم أطلق الأحاديث في التحذير من الإسبال وشدد في ذلك، ولم يقل من أرخاها بغير خيلاء، فالواجب على المسلم أن يحذر مما حرّم الله عليه، وأن يبتعد عن أسباب غضب الله، وأن يقف عند حدود الله، يرجو ثوابه ويخشى عقابه. إنتهى كلامه، رحمه الله.
***
ذكر الشوكاني في كتابه "فتح القدير" ما نصه:

"أخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ لقينا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل، فأخذ النبي، صلى الله عليه وسلم، بناحية ثوبه، فقال: يا رسول الله، إني أحمش الساقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (يا عمرو بن زرارة! إن الله عز وجل قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو بن زرارة.. إن الله لا يحب المسبلين).

وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد قال: أبصر النبي، صلى الله عليه وسلم، رجلاً قد أسبل إزاره، فقال: (ارفع إزارك)، فقال: يا رسول الله، إني أحنف، تصطك ركبتاي، فقال:
(ارفع إزارك، كلّ خلق الله حسن)."

[نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، الصحابيين عن #الإسبال، علما أن سبب إسبالهما لم يكن #الكبر أو #الخيلاء.]

مصدر الفتوى:
http://www.binbaz.org.sa/mat/1847

الاثنين، 26 مايو 2014

[من أهم ما تتعلم وتحذر في حياتك: #نواقض_الإسلام]

السلام عليكم.. طبتم وطاب يومكم..🌹

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله: اعلم أيها المسلم أن الله سبحانه أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك، وأخبر عز وجل أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا (عشرة نواقض)، ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعا، ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز؛ لتحذرها وتحذر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:

الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}. ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر.
***
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا.
***
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
***
الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر.

ويدخل في القسم الرابع: من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى، ويدخل في الرابع أيضا من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر، ويدخل في ذلك أيضا كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة؛ لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله - فهو كافر بإجماع المسلمين.
***
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر؛ لقوله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا مَا أنزل اللَّهُ فأحبط أعمالهم}.

[يذكر الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه للنواقض العشرة: "كأن يبغض الصلاة فإنه يكفر ولو صلى، أو كرهها. فإذا أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الواجبات أو من الثواب أو من العقاب، كأن يبغض إقامة الحدود على الزاني أو السارق أو كره ذلك فهذا يكفر؛ لأنه أبغض وكره ما أنزل الله."]
***
السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: {قل أَبِاللّهِ وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون • لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
***
السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر. 
***
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن اللَّهَ لا يهدي القوم الظالمين}.

[يذكر الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه للنواقض: "إذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه تولى المشركين وأحبهم؛ وتوليهم ردة، لأن هذا يدل على محبتهم. فإذا أعانهم على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي دل على محبتهم ومحبتهم ردة. فأصل التولي هو المحبة، وينشأ عنها الإعانة والمساعدة بالرأي أو بالمال أو بالسلاح فإذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه فضل المشركين على المسلمين."]
***
التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام - فهو كافر؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
***
العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.

ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا.

فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه. 

*الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمنا الله ورحمه
**المصدر: 
http://www.binbaz.org.sa/mat/8744

الأحد، 25 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #ملك_الموت، عليه الصلاة والسلام]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

الظاهر أن ملك الموت شخص معين، وقد سمي في بعض الآثار بـ#عزرائيل وهو المشهور (قاله قتادة وغير واحد من علماء السلف)، وله أعوان؛ وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون [الروح] من سائر الجسد، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت، قال مجاهد: حويت له الأرض فجعلت مثل الطست يتناول منها متى يشاء. وقال كعب الأحبار: واللّه ما من بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلا وملك الموت يقوم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه، "أخرجه ابن أبي حاتم". 

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
****

ملك الموت اسمه #عزرائيل ومعناه (عبد الله). وتصرفه كله بأمر الله تعالى وبخلقه واختراعه. روي في الحديث أن (البهائم كلها يتوفى الله أرواحها دون ملك الموت) كأنه يعدم حياتها؛ ذكره ابن عطية. قلت: وقد روي خلافه، وأن ملك الموت يتوفى أرواح جميع الخلائق حتى البرغوث والبعوضة. روى جعفر بن محمد عن أبيه قا: نظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسل: (ارفق بصاحبي فإنه مؤمن)، فقال ملك الموت، عليه السلام: (يا محمد، طب نفسا وقر عينا، فإني بكل مؤمن رفيق. واعلم أن ما من أهل بيت مدر ولا شعر، في بر ولا بحر، إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات، حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم. والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها). قال جعفر بن علّي : بلغني أنه يتصفحهم عند مواقيت الصلوات؛ ذكره الماوردي. وذكر سليمان بن مهير الكلابّي قال: حضرت مالك بن أنس رضي الله عنه فأتاه رجل فسأله: أبا عبد الله، البراغيث أملك الموت يقبض أرواحها؟ قال: فأطرق مالك طويلا ثم قال: ألها أنفس؟ قال نعم. قال: ملك الموت يقبض أرواحها؛ {الله يتوفى الأنفس حين موتها} [الزمر : 42].

قال ابن عطية بعد ذكره الحديث وكذلك الأمر في بني آدم، إلا أنه نوع شرف بتصرف ملك وملائكة معه في قبض أرواحهم. فخلق الله تعالى ملك الموت وخلق على يديه قبض الأرواح، واستلالها من الأجسام وإخراجها منها. وخلق الله تعالى جندا يكونون معه يعملون عمله بأمره؛ فقال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} [الأنفال : 50] وقال تعالى: {توفته رسلنا} [الأنعام : 61]. والبارئ خالق الكل، الفاعل حقيقة لكل فعل؛ قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} [الزمر : 42].

 فملك الموت يقبض والأعوان يعالجون والله تعالى يزهق الروح. وهذا هو الجمع بين الآي والأحاديث؛ لكنه لما كان ملك الموت متولي ذلك بالوساطة والمباشرة أضيف التوفي إليه كما أضيف الخلق للملك.

وروي عن مجاهد أن الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الإنسان يأخذ من حيث شاء. وقد روي هذا المعنى مرفوعا، وقد ذكرناه في (كتاب التذكرة).

 وروي أن ملك الموت لما وكله الله تعالى بقبض الأرواح قال: رب جعلتني أذكر بسوء ويشتمني بنو آدم. فقال الله تعالى له: (إني أجعل للموت عللا وأسبابا من الأمراض والأسقام ينسبون الموت إليها فلا يذكرك أحد إلا بخير). وقد ذكرناه في [كتاب] التذكرة مستوفى - وقد ذكرنا أنه يدعو الأرواح فتجيئه ويقبضها، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أو العذاب - بما فيه شفاء لمن أراد الوقوف على ذلك.

وفي كتاب التذكرة: وروى عن ابن عباس أن إبراهيم خليل الرحمن سأل ملك الموت أن يريه كيف يقبض روح المؤمن فقال له: اصرف وجهك عني فصرف، ثم نظر إليه فرآه في صورة شاب حسن الصورة، حسن الثياب، طيب الرائحة، حسن البشر، فقال له: و الله لو لم يلق المؤمن من السرور شيئا سوى وجهك كفاه، ثم قال له: أرني كيف تقبض روح الكافر فقال له: لا تطيق ذلك قال: بلى أرني، قال: اصرف وجهك عني فصرف وجهه عنه، ثم نظر إليه فإذا صورة إنسان أسود، رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، كأقبح ما أنت راء من الصور، تحت كل شعرة من جسده لهيب نار، فقال له: و الله لو لم يلق الكافر سوى نظرة إلى شخصك لكفاه.

*من تفسير القرطبي ومن كتابه "التذكرة"، رحمنا الله ورحمه

الأربعاء، 21 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #إسرافيل_عليه_السلام و#الصور]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

الملك إسرافيل عليه السلام ملك عظيم، له جناح بالمشرق وجناح له بالمغرب، ورجلاه تحت تخوم الأرض السابعة السفلى بخمسمائة عام، والسماوات السبع الى ركبتيه، وعنقه ملوي تحت العرش، والعرش على كاهله وقد مد الرجل اليمنى وأخر اليسرى، واللوح المحفوظ بين عينيه، وقد إلتقم الصور وشخص ببصره نحو العرش وأنصت بأذنيه.. ينتظر متى يؤمر بالنفخ في الصور. والصور قرن من نور.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إسرافيل فقال: (له جناح بالمشرق وجناح له بالمغرب، ورجلاه تحت الأرض السابعة السفلى، والعرش على كاهله، وإنه ليفكر في كل يوم ثلاث ساعات في عظمة الله تعالى، فيبكي من خوف الجبار حتى تجري دموعه كالبحار. فلو أن بحرا من دموعه أذن له أن يسكب لطبق بين السماوات والأرض. وإنه ليتواضع ويصغر حتى يصير كالوضع). 
الوضع: طائر صغير يشبه العندليب أصغر ما يكون من الطير.

قال رســول الله صلى الله عليه وسلم: (إنتهيت ليلة أسري بي الى السماء السابعة، فرأيت إسرافيل قد حنى جبهته وقدم رجلا وأخر أخرى والعرش على منكبه والصور في فيه بين شدقيه وقد تهيأ للنفخ في الصور فما ظننت أن أبلغ الأرض حتى تبلغني النفخة كما رأيت من هيئته للنفخ).

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصور قرن من نور، والذي نفسي بيده إن أعظم ثارة فيه كما بين السماء والأرض). 

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كيف أنعم وصاحب الصور قد إلتقم الصور وحنى جبهته وشخص ببصره نحو العرش وأنصت بأذنيه ينتظر متى يؤمر أن ينفخ في الصور). 

فإذا نفخ اسرافيل في الصور مات أهل السماوات والأرض إلا أربعة من الملائكة يموتون بعد موت الخلائق وهم: جبريل – ميكائيل – اسرافيل – ملك الموت، عليهم الصلاة والسلام.

ومن شدة صوت اسرافيل تتحرك الارض من مشرقها الى مغربها فلا يبقى عليها بناء الا تهدم إلا المساجد، فإن أساسها يبقى لا ينهدم لفضلها عند الله تعالى، لما عبد فيها ووحد وقرئ كلامه فيها، لقوله تعالى: (كل شيئ هالك إلا وجهه). 

*من كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين للشيخ الحافظ ابن الجوزي، رحمه الله (عن موقع بستان العرب: 
http://ziad.montadamoslim.com/t42-topic)

الاثنين، 19 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #ميكائيل_عليه_السلام و#الملائكة]

يقول العلماء: دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على أن رؤساء الملائكة أربعة: جبريل وإسرافيل وملك الموت وميكال (ميكائيل)، عليهم الصلاة والسلام. أما إسرافيل، فقد أوكل الله تعالى إليه النفخ في الصور، قال تعالى: {فنفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله}. وأوكل الله تعالى إليه - أي إسرافيل عليه السلام - أن يتقدم الخلق أجمعين، بعد النفخةِ الثانية، وهم يُحشرون إلى أرض المحشر، يقول الله تعالى في سورة طه {يومئذ [أي في المحشر] يتبعون الداعي لا عوج له}، فالداعي هو إسرافيل والخلقُ يتبعونه ولا يحيدون عنه لا ميمنة ولا ميسرة.

وقد وصف الله تعالى الناس بوصف بليغ عند خروجهم من قبورهم، فقال في سورة القارعة {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث}، والفراش من وصفه أنه يموج بعضه في بعض يتخبط، في حين أن الجراد يمشي على هيئة واحدة، ليس كالفراش، كما قال الله تعالى في سورة القمر {كأنهم جراد منتشر}، وذلك كأن الناس بعد بعثهم مباشرة يكونون كالفراش لا يدرون أين يذهبون، ثم عندما يسمعون نداء إسرافيل يجتمعون كالجراد المنتشر يسيرون خلفه يتبعونه إلى أرض المحشر وهي أرض بيضاء نقية لم يُعص الله تعالى عليها قط. 
***
أما جبريل وميكال فقد قرن الله تعالى بينهما في عطف خاص بعد أمر هام في سورة البقرة، قال الله {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين • من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}، فذكر الله تعالى الملائكة في الأول وهذا ذكر عام، ثم ذكر جبريل وميكال وهذا خاص، والقصد من الإفراد في هذه الآية هو التمييز والتشريف لهما عليهما الصلاة والسلام.
 
وسبب نزول هذه الآية:
أن جمعا من اليهود جاؤوا إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا أبا القاسم: إنا سائلوك عن مسائل لا يعلمها إلا نبي، فسألوه فأجابهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا بقيت واحدة، إن أجبتنا إليها اتبعناك، فأخذ عليهم النبي، صلى الله عليه وسلم، العهد والمواثيق إن أجابهم اتبعوه، واليهود عليهم لعائن الله قوم بهت، فأعطوه العهد، فقالوا: من وليك من الملائكة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ولي من الملائكة جبريل، ولم يكن عليه الصلاة والسلام أن يتبرأ من الملائكة، لكن الله تعالى أوكل مهام الأنبياء إلى جبريل، عليه الصلاة والسلام، فالنبي صلى الله عليه وسلم حدث بالواقع، فقال: ولي من الملائكة جبريل، فقال اليهود: هذا الذي ينزل بالحرب والقتال، فلو كان وليك من الملائكة هذا الذي ينزل بالقطر والرحمة والغيث [أي ميكال] لاتبعناك، فأنزل الله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين • من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}
***
وقد أوكل الله إلى ميكال عليه السلام الغيث والرحمة الذي به حياة الناس، ولهذا ينبغي أن يعرف أن القطر الذي ينزل في كل عام هو واحد، ما كان في العام الأول والعام هذا والذي سيليه، منذ أن خلق الله السموات والأرض - من حيث الكمية واحد - يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما عام أمطرَ من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ: {ولقد صرفناه بينهم}. فأوكل الله تعالى بإذنه إلى ميكال أن يصرف هذا القطر، فتارة يزداد وتارة يقل في أرض دون أرض، وقد تجد بلادا ذات أرض واسعة يموت بعض أهلها من جدب الديار، ويموت بعض أهلها من كثرة الأمطار بالغرق، ورب الاثنين واحد لا رب غيره، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يتفكر في خلق الله.

وقد ورد في أحاديث كثيرة أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا قام من الليل يلجيء إلى رب جبريل وإٍسرافيل وميكائيل، فيأتي بالثلاثة في سياق واحد فيقول (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون... الخ).

*من مقال للشيخ سلمان بن يحيى المالكي، من موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/slman/126.htm

الأحد، 18 مايو 2014

[مما جاء في ذكر #جبريل_عليه_السلام]


السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..🌹

الملائكة من مخلوقات الله عز وجل، خلقهم من نور، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور". 

وجعل الله تعالى لهم أجنحة يطيرون بها، قال تعالى: (جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) [فاطر:1].

وقد منحهم الله تعالى عظم الخلق، ففي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" إسناده صحيح. هذا بعض ما ورد في صفتهم وهيئتهم. 
***
وقد جاء في القرآن شيء من صفات جبريل عليه السلام، ومن ذلك قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى • ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم:5-6]، قال السعدي: ثم ذكر المعلم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو جبريل عليه السلام أفضل الملائكة الكرام وأقواهم وأكملهم، فقال: (علمه) أي: نزل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام (شديد القوى) أي: شديد القوة الظاهرة والباطنة، قوي على تنفيذ ما أمره الله بتنفيذه، قوي على إيصال الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنعه من اختلاس الشياطين له، أو إدخالهم فيه ما ليس فيه، وهذا من حفظ الله لوحيه، أن أرسله مع هذا الرسول القوي الأمين (ذو مرة) أي: قوة، وخلق حسن، وجمال ظاهر وباطن. انتهى.

ومنه قوله عز وجل: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ • ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ • مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير:19-21]، قال السعدي: هو جبريل عليه السلام، نزل به من الله تعالى، كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه، وكثرة خصاله الحميدة فإنه أفضل الملائكة وأعظمهم رتبة عند ربه " ذي قوة" على ما أمره الله به، ومن قوته أنه قلب ديار قوم لوط بهم فأهلكهم "عند ذي العرش" أي جبريل مقرب عند الله، له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها، "مكين" أي: له مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم "مطاع ثم" أي: جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديه من الملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه "أمين" أي: ذو أمانة وقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص ولا يتعدى ما حد له. انتهى.

ومما ثبت في السنة في ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته التي خلق عليها فسد ما بين الأفق، وثبت فيهما أيضاً من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما انتهينا إلى بيت المقدس، قال جبريل: بإصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق. رواه الترمذي، وقال: حسن غريب. وقال الألباني: صحيح الإسناد.

*من موقع إسلام ويب، مركز الفتوى - Islamweb.net

الجمعة، 16 مايو 2014

#تدبر_آية #الأعراف، ٤٤: مما جاء في الحوار بين أهل الجنة والنار

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

يقول ربنا وخالقنا ومولانا:
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ

يخبر تعالى بما يخاطب به أهل النار على التقريع والتوبيخ إذا استقروا في منازلهم {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا} أي قالوا لهم: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ قالوا: نعم، كما أخبر تعالى في سورة الصافات عن الذي كان له قرين من الكفار، {فاطلع فرآه في سواء الجحيم • قال تاللّه إن كدت لتردين • ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} أي ينكر عليه مقالته التي يقولها في الدنيا ويقرعه بما صار إليه من العذاب والنكال، وكذلك تقرعهم الملائكة يقولون لهم: {هذه النار التي كنتم بها تكذبون • أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون}.

وكذلك قرع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قتلى القليب يوم بدر فنادى: (يا أبا جهل بن هشام، ويا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة - وسمى رؤوسهم - هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً. وقال عمر: يا رسول اللّه تخاطب قوماً قد جيّفوا؟ فقال: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا) "الحديث مروي في الصحيحين".

وقوله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم} أي أعلم معلم ونادى مناد {أن لعنة اللّه على الظالمين} أي مستقرة عليهم، ثم وصفهم بقوله: {الذين يصدون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا} أي يصدون الناس عن اتباع سبيل اللّه وشرعه وما جاءت به الأنبياء، ويبغون أن تكون السبيل معوجة غير مستقيمة حتى لا يتبعها أحد، {وهم بالآخرة كافرون}، أي وهم بلقاء اللّه في الدار الآخرة كافرون أي جاحدون مكذبون بذلك، لا يصدقونه ولا يؤمنون به، فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر من القول والعمل لأنهم لا يخافون حساباً عليه ولا عقاباً، فهم شر الناس أقوالاً وأعمالاً.

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
****
ويقول الشعراوي، رحمه الله: "تصور لنا الآية كيف يرى أهل الجنة أهل النار، وهذا الترائي من ضمن النعيم ومن ضمن العذاب الأليم، فحين يرى المؤمن بمنهج الله من عاداه وقهره وآذاه وهو في النار فهذا من تمام اللذة. والآخر حين يرى مخالفه في الجنة فهذا أيضاً من تمام العذاب. إذن لابد أن يتراءوا، ولذلك يحدث الحوار، وينادي أصحاب الجنة أصحاب النار معترفين بأنهم وجدوا ما وعدهم به الله حقاً وصدقاً، وأن الحق قد وهبهم هذه الجنة. فهل - يا أهل النار - وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟"

*من خواطر الشعراوي، رحمنا الله ورحمه

الأربعاء، 14 مايو 2014

[#تدبر_آية الأعراف، ٤٢-٤٣: ومما جاء في القنطرة بين الجنة والنار، ونزع الغل من الصدور قبل دخول الجنة، وعبادة الحمد]

السلام عليكم.. طبت وطاب صباحك..

يقول الله الرحمن الرحيم:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ • وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

لما ذكر تعالى حال الاشقياء عطف بذكر حال السعداء، فقال: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ضد {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها} نبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل لأنه تعالى قال: {لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون • ونزعنا ما في صدورهم من غل} أي من حسد وبغض.

كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا). وقال السدي في الآية: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة، في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم، فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبداً. 

وقال علي رضي اللّه عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال اللّه تعالى فيهم: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} رواه ابن جرير. وعن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن اللّه هداني فيكون له شكراً، وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن اللّه هداني فيكون له حسرة). ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون، أي بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم، وإنما وجب الحمل على هذا لما يثبت في الصحيحين عنه صلى اللّه عليه وسلم: (واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة)، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني اللّه برحمة منه وفضل) ""أخرجه البخاري ومسلم.

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
****
يقول الشعراوي في قوله تعالى: {وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ}:

إنهم يقولون الحمد لله لأنه جل وعلا قد جمعهم ودلهم وأرشدهم إلى الثواب والنعيم دون منغصات، والحمد لله هي عبادة يقولها المؤمنون في الآخرة؛ لأنهم أدوا حق الله في تكاليفه في الدنيا ويعطيهم الله فوق ما يتوقعون في الآخرة. ونعيم الآخرة لا قيد عليه، ولن يستطيع بشر مهما ارتقى بالابتكار أن يصل إلى ما في الجنة؛ لأن الشيء يتحقق لك من فور أن يخطر ببالك، {وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ}.

وهذا "الحمد لله" كان في الدنيا عبادة تكليف، أمّا في الآخرة فهو عبادة غبطة وسرور وتلذذ. 

*من خواطر الشعراوي، رحمنا الله ورحمه

الثلاثاء، 13 مايو 2014

[#تدبر_آية الأعراف، ٤٠: مما جاء في تفسير قوله: (لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سَمِّ ٱلْخِيَاطِ)]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

يقول الله أحكم الحاكمين:
{إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وكذلك نجزي المجرمين}

قوله تعالى: {لاَ تُفَتَّح لهم أبواب السماء} قيل: المراد لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا دعاء، وقيل: المراد لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء، ويؤيده ما رواه الإمام أحمد عن البراء بن عازب قال:
"خرجنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثاً - ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال إلى الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان - قال: فتخرج تسيل كما يسيل القطر في السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله عزَّ وجلَّ: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: وما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحو له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له قبره مد البصر - قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال إلى الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح فلا يفتح له - ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سَمِّ ٱلْخِيَاطِ} فيقول الله عزَّ وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً - ثم قرأ: {ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفُهُ الطيرُ أو تهوي به الريحُ في مكان سحيق}، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحو له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة".
وقد قال ابن جريج: لا تفتح لأعمالهم ولا لأرواحهم، وهذا فيه جمع بين القولين، والله أعلم.
وقوله تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سَمِّ ٱلْخِيَاطِ} فسره الجمعور بأنه البعير، قال الحسن البصري: حتى يدخل البعير في خرق الإبرة. وقرأ ابن عباس: بضم الجيم وتشديد الميم: يعني الحبل الغليظ في خرق الإبرة. وهذا اختيار سعيد بن جبير، وفي رواية أنه قرأ: حتى يلج الجمل، يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ.

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الاثنين، 12 مايو 2014

مما جاء في تفسير قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف، ٣١

[#تدبر_آية الأعراف، ٣١: مما جاء في زينة المسلم عند الصلاة]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..🌹

يقول الله تبارك وتعالى: 
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
[الأعراف، ٣١]

لهذه الآية وما ورد في معناها من السنّة يستحب التجمل عند الصلاة، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل اللباس البياض، كما قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر)، وقال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم). ويروى أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه.

وقوله تعالى: {وكلوا واشربوا} الآية، قال بعض السلف: جمع اللّه الطب كله في نصف آية: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}. وفي الحديث: (كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف، فإن اللّه يحب أن يرى نعمته على عبده) "رواه أحمد والنسائي وابن ماجه"

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
***
يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم، حفظه الله:
 
لِكُلّ مَقام مَقال. 
وقد أمَرنا ربنا تبارك وتعالى بأخْذِ الْحَذَر حال الْحَرْب، وبأخْذ العدّة عند القتال، وبأخْذ الأسلحة حال الْخَوف، وبأخْذ الزينة عند كل صلاة، وهذا الأخير ما سأكتب عنه في هذه العجالة.

إن المتأمل لأحوال بعض الْمُصَلِّين يَجِد عَجَبًا. 
فهذا يأتي إلى المسجد بِقميص نومه، وذاك بِزِيّ عَمَلِه، وثالث بِثياب مِهنته، وآخر بِملابس الرياضة، غير آبِـهين بِما سَيُقْدِمون عليه – وهو الوقوف بين يدي الله سبحانه – بينما تَراهم جميعا يَلْبَسون أفضل ثيابـهم عند حضور مناسبة أو إجابة وَليمة، ولو دُعي أحدهم لِمُقَابَلَة مسؤول – أيًّـا كان هذا المسؤول – لأخَذ كامِل زينته ولبس أجمل ما عنده من الثياب، وتَـهَنْدم أحسن هِندام، ووَقف أمام المرآة! واستشار أخاه أو صديقه وتعطّر بأزكى العطور وأرْقَاها. كل ذلك ليبدوا جميلاً لمن رَآه، ولا غرابة في ذلك.. فالله جميل يحب الجمال. والنفس تحب الـتَّجَمل وتُحبِّـذه. 

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بأخذ الزينة عند كلّ صلاة، فقال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. 

قال صالح بن أبي حَسَّان: سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن الله طَيِّب يُحِبّ الـطِّيب، نَظِيف يُحِبّ النظافة، كَرِيم يُحِبّ الكَرَم، جَواد يُحِبّ الْجُود؛ فَنَظِّفُوا أفْنِيتِكم، ولا تشبهوا باليهود. رواه الترمذي 

فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب تعظيم شعائر الله، فلا تُؤتَى المساجد إلاّّ بِرَائحة طَيبة زكية، ولباس نظيف ساتر – وسواء في ذلك الكبار والصغار، لا أن يأتي الْمُصَلِّي إلى المسجد وكأنه خارج إلى الدكان أو داخل غُرفة نَومه! 
ولذلك نُهي الْمُصلِّي أن يأتي إلى المسجد بروائح كريهة، سواء كانت رأئحة ما أكَل وبقيَت في فَمه، أو رائحة العرق في ثيابه أو في بَدَنه.

إن تعظيم شعائر الله – جل وعلا – مطلب شرعي، وضرورة مُلِحّة، ذلك أن المساجد بيوت الله وتعظيمها مِن تَعظيم مَن تُنْسَب إليه.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}. 

*مقال الشيخ السحيم كاملا على:
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/315.htm

مما جاء في تفسير قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف، ٣١

[#تدبر_آية الأعراف، ٣١: مما جاء في زينة المسلم عند الصلاة]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..🌹

يقول الله تبارك وتعالى: 
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
[الأعراف، ٣١]

لهذه الآية وما ورد في معناها من السنّة يستحب التجمل عند الصلاة، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل اللباس البياض، كما قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر)، وقال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: (عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم). ويروى أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه.

وقوله تعالى: {وكلوا واشربوا} الآية، قال بعض السلف: جمع اللّه الطب كله في نصف آية: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}. وفي الحديث: (كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف، فإن اللّه يحب أن يرى نعمته على عبده) "رواه أحمد والنسائي وابن ماجه"

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله
***
يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم، حفظه الله:
 
لِكُلّ مَقام مَقال. 
وقد أمَرنا ربنا تبارك وتعالى بأخْذِ الْحَذَر حال الْحَرْب، وبأخْذ العدّة عند القتال، وبأخْذ الأسلحة حال الْخَوف، وبأخْذ الزينة عند كل صلاة، وهذا الأخير ما سأكتب عنه في هذه العجالة.

إن المتأمل لأحوال بعض الْمُصَلِّين يَجِد عَجَبًا. 
فهذا يأتي إلى المسجد بِقميص نومه، وذاك بِزِيّ عَمَلِه، وثالث بِثياب مِهنته، وآخر بِملابس الرياضة، غير آبِـهين بِما سَيُقْدِمون عليه – وهو الوقوف بين يدي الله سبحانه – بينما تَراهم جميعا يَلْبَسون أفضل ثيابـهم عند حضور مناسبة أو إجابة وَليمة، ولو دُعي أحدهم لِمُقَابَلَة مسؤول – أيًّـا كان هذا المسؤول – لأخَذ كامِل زينته ولبس أجمل ما عنده من الثياب، وتَـهَنْدم أحسن هِندام، ووَقف أمام المرآة! واستشار أخاه أو صديقه وتعطّر بأزكى العطور وأرْقَاها. كل ذلك ليبدوا جميلاً لمن رَآه، ولا غرابة في ذلك.. فالله جميل يحب الجمال. والنفس تحب الـتَّجَمل وتُحبِّـذه. 

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بأخذ الزينة عند كلّ صلاة، فقال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. 

قال صالح بن أبي حَسَّان: سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن الله طَيِّب يُحِبّ الـطِّيب، نَظِيف يُحِبّ النظافة، كَرِيم يُحِبّ الكَرَم، جَواد يُحِبّ الْجُود؛ فَنَظِّفُوا أفْنِيتِكم، ولا تشبهوا باليهود. رواه الترمذي 

فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب تعظيم شعائر الله، فلا تُؤتَى المساجد إلاّّ بِرَائحة طَيبة زكية، ولباس نظيف ساتر – وسواء في ذلك الكبار والصغار، لا أن يأتي الْمُصَلِّي إلى المسجد وكأنه خارج إلى الدكان أو داخل غُرفة نَومه! 
ولذلك نُهي الْمُصلِّي أن يأتي إلى المسجد بروائح كريهة، سواء كانت رأئحة ما أكَل وبقيَت في فَمه، أو رائحة العرق في ثيابه أو في بَدَنه.

إن تعظيم شعائر الله – جل وعلا – مطلب شرعي، وضرورة مُلِحّة، ذلك أن المساجد بيوت الله وتعظيمها مِن تَعظيم مَن تُنْسَب إليه.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}. 

*مقال الشيخ السحيم كاملا على:
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/315.htm

الأحد، 11 مايو 2014

[#تدبر_آية، الأعراف: ٢٨-٢٩ - طواف الجاهلية وتعريهم]

السلام عليكم.. طبتم وطاب صباحكم..

يقول الله العزيز الحكيم:

{وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون • قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون}
[الأعراف، ٢٨-٢٩]

كانت العرب، ما عدا قريشاً، لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها، يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها، وكانت قريش - وهم الحمس - يطوفون في ثيابهم، ومن أعاره أحمسي ثوباً طاف فيه، ومن معه ثوب جديد طاف فيه، ثم يلقيه فلا يتملكه أحد، ومن لم يجد ثوباً جديداً ولا أعاره أحمسي ثوباً طاف عرياناً، وربما كانت امرأة فتطوف عريانة فتجعل على فرجها شيئاً ليستره بعض الستر فتقول: 
[اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله]

وأكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل، وكان هذا شيئاً قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، واتبعوا فيه آباءهم، ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إلى أمر من الله وشرع، فأنكر الله تعالى عليهم ذلك فقال: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا}، فقال تعالى رداً عليهم: {قُلْ} أي يا محمد لمن ادعى ذلك {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ} أي هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة والله لا يأمر بمثل ذلك، {أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}؟ أي أتسندون إلى الله من الأقوال ما لا تعلمون صحته.

وقوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ} أي بالعدل والاستقامة، {وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} أي أمركم بالاستقامة في عبادته في محالها، وهي متابعة المرسلين المؤيدين بالمعجزات فيما أخبروا به عن الله، وما جاءوا به من الشرائع وبالإخلاص له في عبادته، فإنه تعالى لا يتقبل العمل حتى يجمع هذين الركنين؛ أن يكون صواباً موافقاً للشريعة، وأن يكون خالصاً من الشرك.

واختلف في معنى قوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} ، فقال مجاهد: يحييكم بعد موتكم، وقال الحسن البصري: كما بدأكم في الدنيا كذلك تعودون يوم القيامة أحياء. وقال ابن أسلم: كما بدأكم أولاً كذلك يعيدكم آخراً. 

وقال محمد بن كعب القرظي: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إلى ما ابتدئ عليه خلقه، وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ خلقه على السعادة، صار إلى ما ابتدئ خلقه عليه، وإن عمل بأعمال أهل الشقاء، كما أن السحرة [في قصة موسى، عليه السلام] عملوا بأعمال أهل الشقاء، ثم صاروا إلى ما ابتدأوا عليه.

عن سهل بن سعد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار، وإنه من أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم".

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه