الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

[#خطورة الإعتياد على الحضور متأخرا للصلاة؟!]

السؤال: أريد أن أعرف شرح هذا الحديث: (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)

الإجابة: الحمد لله..
هذا الحديث رواه مسلم (438) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،َ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: "تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ "

ومعنى الحديث:
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد بعض أصحابه متأخرين عن الصف الأول، فأمرهم بالتقدم إلى الصف الأول ليقتدوا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليقتدي بهم من بعدهم، ممن يصلي في الصفوف المتأخرة الذين لا يرون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (…)

ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ"
أي: لا يزال قوم يعتادون التأخر عن الصف الأول، أو عن الصفوف الأولى حتى يعاقبهم الله تعالى فيؤخرهم.

قيل معناه: يؤخرهم عن رحمته أو جنته، أو عظيم فضله، أو عن رفع المنزلة، أو عن العلم. (…)

قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، في معنى الحديث:
رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، قوماً يتأخرون في المسجد يعني: لا يتقدمون إلى الصفوف الأولى فقال: "لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله". وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله، عز وجل، في جميع مواطن الخير اهـ.
باختصار من فتاوى ابن عثيمين (13/54).

والحاصل أن الحديث فيه الترغيب في صلاة الرجل في الصف الأول أو الصفوف الأولى ، وذم اعتياده الصلاة في الصفوف المتأخرة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للمسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها.
والله تعالى أعلم.

**من موقع (#طريق_الإسلام)

http://ar.islamway.net

#الدال_على_الخير_كفاعله

الأحد، 30 نوفمبر 2014

السبت، 15 نوفمبر 2014

[الفضل العظيم في #التبكير إلى #الصلاة]

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصَّفِ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً". متفقٌ عَلَيْهِ.

والاسْتِهَامُ: الاقْتِرَاعُ، وَالتَّهْجِيرُ: التَّبْكِيرُ إِلَى الصَّلاةِ، والعتمةُ: وقتُ صلاةِ العشاءِ الأخيرة.

ولا شك أن التبكيرَ إلى صلاةِ الجماعةِ، والحرصَ على إدراكِ تكبيرتِها الأولى، دليلٌ على تعظيمِ هذه الشعيرة، وحبِها، والرغبةِ فيها، وهو دليلٌ أيضًا على صلاحِ العبدِ ودينِهِ وتقواه.

وانظروا إلى حَالِ النبي –صلى الله عليه وسلم– إذا دخلَ عليه وقتُ الصلاة، عن أمِّ المؤمنين عائشةَ -رضي الله عنها- أنها سئلت عن حالِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في بيتِهِ، فقالت: "إنه يكونُ في خِدْمَةِ أهلِهِ، ويعجنُ العجينَ أحيانًا، فإذا سَمِعَ حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، فكأنه لا يعرفنُا ولا نعرفُهُ". متفق عليه.

قال سفيان الثوري: "مجيئُك إلى الصلاةِ قبلَ الإقامة، توقيرٌ للصلاة".

وقال إبراهيم التيمي: "إذا رأيت الرجلَ يتهاونُ في التكبيرةِ الأولى فاغسلْ يدكَ منه".

وكان وكيعُ بنُ الجراحِ يقول: "من لم يدركِ التكبيرةَ الأولى فلا ترجُ خيرَه".

وفي التبكير إلى الصلاة عدّةُ فضائلٍ؛ نذكر منها: روى ابن المنذر عن أنس بنِ مالكٍ -رضي الله عنه- في تفسيرِ قولِهِ تعالى: (سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [الحديد: 21]، أنها التكبيرةُ الأولى.

وفي التبكيرِ إلى صلاةِ الجماعةِ تَحصيلُ أجرِ انتظارِ الصلاة، والمكثِ في المسجد، ودعاءِ الملائكة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنَّ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "لا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمنَعُهُ أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِهِ إلاَّ الصَّلاةُ". متفقٌ عَلَيْهِ.

وعنه -رضي الله عنه-: أنَّ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ". رواه البُخَارِيُّ.

وعنه –رضي الله عنه- قَالَ: قال رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "خيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أوَّلُهَا". رواه مُسلِم.

في صلاة ما دام ينتظرُ الصلاة، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمنَعُهُ أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِهِ إلاَّ الصَّلاةُ". متفقٌ عَلَيْهِ.

عن الحسن عن أنس -رضي الله عنه- قال: "اجتمع أصحابُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم حذيفةُ -رضي الله عنه-، قال رجل منهم: ما يسرني أني فاتتني التكبيرةُ الأولى مع الإمام وأن لي خمسين من الغنم. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي مائةً من الغنم. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي ما طلعت عليه الشمس. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأني صليت من العشاء الآخرة إلى الفجر.

***مقتطفات من خطبة للشيخ ضيدان اليامي، ملتقى الخطباء:
http://khutabaa.com/index.cfm?method=home.khdetails&khid=1946

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

[#تكفيريين و#خوارج و#كفار!]

لكل من يرسل - أو ينقل أو يتلفظ - برسائل يحكم فيها على طائفة من المسلمين بأنهم خوارج أو يكفر طائفة أخرى، أو يسيء لهم بما يمس عقيدتهم ودينهم، وليس لديه بيّنة واضحة ولا علم كاف عما يروي أو ينقل.. فعليه أن يتقي الله أشد التقيا، وليحذر على دينه أشد حذر، فلربما كان حكمه على غيره قد جانب الصواب، وبهذا يكون قد ظلم نفسه ظلما كبيرا وظلم غيره، وأخرج مسلما من أهل القبله عن دينه، ولو سكت عن ذلك لسلم، بإذن الله، ولم يوبق نفسه. في مثل هذا، اترك الحكم للعلماء الراسخين، وجنب نفسك الخوض فيما كفاك الله همه!! عليك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه، عض على دينك بالنواجذ حتى تلقى ربك.. ولا يسألك الله حينها إلا عن نفسك، ويكفيك هما حينئذ أن تدافع عنها!!

نحن في زمن فتن كبيرة وكثيرة، وهنيئا لمن جنب نفسه الخوض فيها ولزم عليه لسانه، واشتغل بنفسه وكيف يُنجِيها. 

تأمل هذا الحديث:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
"مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ". 

أخرجه أبو داود والطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي وأخرجه أحمد، وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم 6196).

وفي مسند أحمد وغيره أنه سُئِلَ، عليه الصلاة والسلام: وما ردغة الخبال؟ قال:
عصارة أهل النار. 

وتأمل هذه الاستشهادات الرائعة من موقع "السكينة":

"عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع رجلان في الجنة: أحدهما قال لأخيه يا كافر»(6).

قال ابن عبد البر: «والمعنى فيه – عند أهل الفقه والأثر أهل السنة والجماعة – النهي عن أن يُكفِّر المسلم أخاه المسلم بذنب، أو بتأويل لا يخرجه من الإسلام عند الجميع(7).

وهذا أصل من أصول العقيدة؛ كما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا نُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ، وَلَا نُخْرِجُهُ مِنْ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ، لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ»(8).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ»(2).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ»(4).أي: رجع عليه قوله.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ، وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»(5).

فلا يجوز تكفير المسلم إلا إذا تحققت الشروط في كفره، وانتفت الموانع، ويكون ذلك من الراسخين في العلم، وقد قال ابن تيمية: «إن الكفر حكم شرعى يتعلق بالشرع»(20).

وتأمل هذا جيدا:
حتى وقوع المسلم في المعاصي والكبائر لا يستلزم كفره؛ كما قال العلامة النووي – رحمه الله -: «مذهب أهل الحق أنه لا يُكفَّر المسلم بالمعاصي كالقتل والزنا»(16).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: «يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا، فإنه أول بدعة ظهرت فى الإسلام»(13).

وهكذا أهل السنة والجماعة، يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: «أهل العلم والسنة لا يُكفِّرون من خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يُكفِّرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله؛ كمن كذب عليك، وزنى بأهلك، ليس لك أن تكذب عليه، وتزني بأهله؛ لأن الكذب، والزِّنا حرام لحق الله، وكذلك التكفير حق لله فلا يُكفَّر إلا مَنْ كَفَّره الله ورسوله، وأيضا فإن تكفير الشخص المعين، وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يُكفَّر مَنْ خالفها وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يُكفَّر»(10).

أما أن يُعتبر الاختلاف في الرأي داعياً إلى تكفير الأمة بعضها بعضا، فهو الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وقال الشيخ محمد طاهر عاشور: «كلّ تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضًا، ومقاتلة بعضهم بعضًا في أمر الدِّين، فهو ممّا حذّر الله منه»(24)."

***الفقرات المذيلة بأرقام الحواشي من موقع "السكينة". أنصح بمطالعة المقال الأصلي للفائدة: http://www.assakina.com/taseel/15331.html#ixzz3C7ybQgKC

الاثنين، 18 أغسطس 2014

[صدق إيمان المؤمنين من بني #إسرائيل] (طه: ٧١-٧٢)

بعد أن أخذ فرعون يتهدد سحرة بني إسرائيل الذين آمنوا بالله بقوله: {فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ} [طه: ٧١]، أي لأجعلنكم مثلة، ولأقتلنكم ولأشهرنكم. {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ} أي أنتم تقولون أني وقومي على ضلالة، وأنتم مع موسى وقومه على الهدى فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه. فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم، هانت عليهم أنفسهم في الله عزَّ وجلَّ: {قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ}، أي لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى واليقين {وَٱلَّذِي فَطَرَنَا}، يعنون لا نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم، المبتدئ خلقنا من الطين، فهو المستحق للعبادة والخضوع لا أنت.. {فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ} أي فافعل ما شئت، وما وصلت إليه يدك {إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ} [طه: ٧٢]، أي إنما لك تسلط في هذه الدار، وهي دار الزوال، ونحن قد رغبنا في دار القرار. 

[يتجلى هنا صدق الإيمان بوعد الله تعالى، واحتقار شأن الحياة الدنيا أمام الآخرة، حتى لو بلغ العذاب في الدنيا درجة التنكيل والموت.. فالآخرة للمؤمن خير وأبقى.]

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الاثنين، 11 أغسطس 2014

[التحذير الشديد من تخويف المسلم، جادا أو مازحا]


لقد أكد النبى صلى الله عليه وسلم عمومية الحكم بتحريم تخويف المسلم أو ترويعه، سواء كان رفيع القدر أو مغمورا و غنيا أوفقيرا عاص أوضال.

ونهى عن إدخال الرعب عليه بأى وسيلة، فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يسيرون مرة معه فى سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمرره على جسد أخيه النائم ففزع، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) رواه أبو داود. وروى ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة) رواه الطبرانى.

بل لقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بالسلاح وقال: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) رواه مسلم. فهذا تحذير من الإشارة بأى آلة مؤذية قد تؤدى الإشارة بها إلى القتل، كالسكين والآلات الأخرى الحادة، حتى لو كانت الإشارة مجرد مزاح، وفى هذا تأكيد على حرمة المسلم، والنهى الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه.

ولقد بيّن صلى الله عليه وسلم السبب فى ذلك النهى، وهو أن إشارته تلك ومزاحه على أخيه بتلك الآلة قد يتحول إلى أمر حقيقى، فيحدث القتل أو الجرح وهو لا يقصده، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدرى لعل الشيطان ينزع فى يده، فيقع فى حفرة من حفر النار) متفق عليه.

قال الإمام القرطبى رحمه الله: (لعن النبى صلى الله عليه وسلم للمشير بالسلاح دليل على تحريم ذلك مطلقا، جاداً كان أو هازلاً، ولا يخفى وجه لعن من تعمد ذلك؛ لأنه يريد قتل المسلم أو جرحه، وكلاهما كبيرة، وأما إن كان هازلاً فلأنه ترويع مسلم، ولا يحل ترويعه، ولأنه ذريعة وطريق إلى الجرح والقتل المحرمين).

كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم بأخذ الحيطة والحذر بالحرص على البعد عن الأسباب المؤدية إلى إيذاء المسلمين وإلحاق الضرر بهم، فعن أبى موسى رضى الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مر أحدكم فى مجلس أو سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها؛ أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشىء) رواه البخارى ومسلم. 

وهذا تأكيد من النبى صلى الله عليه وسلم على الاحتياط فى هذا الأمر، والحفاظ على نفس المؤمن، والابتعاد عن إيذائه بأى شىء. وفى حديث جابر رضى الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتعاطى السيف مسلولاً. رواه الترمذى. وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على قوم يتبادلون فحص سيف مسلول، فقال: (لعن الله من فعل هذا، أو ليس قد نهيت عن هذا؟!) ثم قال: (إذا سل أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه) رواه أحمد. وهذا كله من باب الاحتياط، حتى لا يؤدى ذلك إلى إصابة أحد أو جرحه وإلحاق الضرر به.

منقول

[الكذب في المزح]


في سنن أبي داود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا.. (وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا)، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه". وحسنه الألباني..

الخميس، 26 يونيو 2014

[الأمر العظيم لـ #غض_البصر (في الآيات ٣٠-٣١)، من #سورة_النور العظيمة، وفيه: مما جاء في فوائد غض البصر لـ#ابن_القيم وغيره]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..🌹

يقول الله، نور السماوات والأرض:

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
[النور: 30-31]

لا شك أن غض البصر له فوائد عظيمة، فمن فوائده:

أولا: أنه طاعة لله تعالى الكبير المتعال الذي أمر بغض البصر فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ • وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}

ثانيا: أنه طاعة لرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه القائل: لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي.

ثالثا: أن غض البصر يورث الحكمة والنور في القلب والبصيرة، فمن ترك النظر إلى ما حرم الله بنور عينه عوضه الله تعالى نورا في القلب، فيطلق له نور بصيرته يبصر به الحق من الباطل، والجزاء من جنس العمل، ولعل هذا هو السر في ذكر آية غض البصر في سورة النور؛ كما أشار إليه شيخ الإسلام [ابن القيم الجوزية، قائلا: "أنه يكسب القلب نورا، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ثم قال إثر ذلك: {الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} أي مثل نورِه في قلبِ عبدِه المؤمن الذي امتثلَ أوامرَه، واجتنبَ نواهيَه، وإذا استنار القلب؛ أقبلتْ وفودُ الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلمَ؛ أقبلت سحائبُ البلاءِ والشرِّ عليه من كل مكان.]

رابعا: أن غض البصر من أعظم السبل لحفظ الفرج، فإن الله تعالى أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج، وتأمل الآية الكريمة.

خامسا: أن غض البصر فيه تزكية للنفس وتطهير لها من أوحال الرذيلة، ولذا قال تعالى بعد الأمر بغض البصر: ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ .

سادسا: أن في غض البصر شكرا لله تعالى على نعمة البصر، فإن البصر نعمة من الله تعالى؛ كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} [الملك، من الآية: 23]. وحق النعم الشكر عليها، فمن غض بصره فقد شكر الله تعالى حيث لم يستعمل نعمة الله في معصيته.

سابعا: أن غض البصر يورث محبة الله تعالى، قال مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله.

ثامنا: أن في غض البصر استعلاء على النفس الأمارة بالسوء، وإغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ودليلا صادقا على قوة العزيمة.

تاسعا: أن في غض البصر سلامة القلب من أمراض الشهوات وراحة له مما لا صبر له عليه، ورب نظرة أورثت ذلا في الدنيا وخزيا في الآخرة.

عاشرا: أن في غض البصر حفظا للمجتمع أجمع من الانزلاق وراء سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي، وحماية له من الوقوع في حمأة الرذيلة والفاحشة.

الحادي عشر: أن غض البصر من حسن الخلق وأفعال ذوي المروءة، حتى إن أهل الجاهلية كانوا يفتخرون بغض البصر.

الثاني عشر: أن غض البصر يورث الفراسة، فمن غض بصره وداوم على أكل الحلال لم تكد تخطئ له فراسة.

قال ابن شجاع الكرماني: "من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم.. لم تخطئ له فراسة."

وانظر كيف أخبر الله عن قوم لوط فقال عنهم: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72]. [يقول ابن القيم: "وصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل، وعمه الذي هو فساد البصر، فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل، وعمه البصيرة يسكر القلب."]

هذه بعض فوائد غض البصر وإلا فهي كثيرة لا تدخل تحت حصر.

والله أعلم.

*موقع Islamweb.net، على الرابط: 
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=78760

الأربعاء، 25 يونيو 2014

[#تدبر_آية #سورة_النور، ٢٧: وفيها #الآداب_القرآنية في الاستئذان وكيفيته من #هدي النبي محمد، صلى الله عليه وسلم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..🌹

يقول الله السميع العليم:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين، أمرهم أن لا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم حتى (يستأنسوا) أي يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده، وينبغي أن يستأذن ثلاث مرات، فإن أذن له وإلاّ انصرف كما ثبت في "الصحيح" أن أبا موسى حين استأذن على عمر ثلاثاً، فلم يؤذن له انصرف، ثم قال عمر: ألم تسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن؟ ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال: ما أرجعك؟ قال: إني استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي، وإني سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول:
"إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف"، فقال عمر: لتأتيني على هذا ببينة وإلاّ أوجعتك ضرباً، فذهب إلى ملإ من الأنصار فذكر لهم ما قال عمر، فقالوا: لا يشهد لك إلاّ أصغرنا، فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك، فقال: ألهاني عنه الصفق بالأسواق.

وعن أنس "أن النبي، صلى الله عليه وسلم، استأذن على سعد بن عبادة فقال: "السلام عليك ورحمة الله" فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى سلم ثلاثاً، ورد عليه سعد ثلاثاً، ولم يسمعه، فرجع النبي، صلى الله عليه وسلم، فاتبعه سعد فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلاّ وهي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك، وأردت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم أدخله البيت فقرب إليه زبيباً، فأكل نبي الله، فلما فرغ قال: "أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون". 
***
ثم ليعلم أنه ينبغي للمستأذن على أهل المنزل أن لا يقف تلقاء الباب بوجهه، ولكن ليكن الباب عن يمينه أو يساره، لما رواه أبو داود عن عبد الله بن بشر قال:
"كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: "السلام عليكم، السلام عليكم"، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذٍ ستور.

وعن جابر قال:
"أتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: "من ذا؟" فقلت: أنا، قال: "أنا أنا". 
كأنه كرهه، وإنما كره ذلك لأن هذه اللفظة لا يعرف صاحبها حتى يفصح باسمه أو كنيته التي هي مشهور بها، وإلاّ فكل أحد يعبر عن نفسه بأنا، فلا يحصل بها المقصود من الاستئذان المأمور به في الآية.

وعن عمرو بن سعيد الثقفي "أن رجلاً استأذن على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أألج أو أنلج؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لأمة له يقال لها روضة: "قومي إلى هذا فعلميه، فإنه لا يحسن يستأذن، فقولي له يقول السلام عليكم أأدخل؟ "فسمعها الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فقال: "ادخل". 

وقال مجاهد: جاء ابن عمر من حاجة وقد آذاه الرمضاء، فأتى فسطاط امرأة من قريش، فقال: السلام عليكم أأدخل، قالت: ادخل بسلام، فأعاد، فأعادت وهو يراوح بين قدميه قال: قولي "ادخل"، قالت ادخل.

وروى هشيم عن ابن مسعود قال: عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم، وقال أشعث عن (عدي بن ثابت) أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها، لا والد ولا ولد، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال، قال: فنزلت: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً} الآية.

وقال ابن مسعود: عليكم الإذن على أمهاتكم، وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أيستأذن الرجل على امرأته؟ قال: لا، وهذا محمول على عدم الوجوب، وإلاّ فالأولى أن يعلمها بدخوله ولا يفاجئها به، لاحتمال أن تكون على هيئة لا تحب أن يراها عليها.

وروى ابن جرير عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق، كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه. وروى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس تكلم ورفع صوته، وقال مجاهد: {حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ} قال: تنحنحوا ...، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إذا دخل الرجل بيته استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه. 
***
وقال مقاتل بن حيان في الآية: كان الرجل في الجاهلية إذا لقي صاحبه لا يسلم عليه، ويقول: حييت صباحاً وحييت مساء، وكان ذلك تحية القوم بينهم، وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه، فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول: قد دخلت ونحو ذلك، فيشق ذلك على الرجل، ولعله يكون مع أهله، فغّير الله ذلك كله في ستر وعفة، وجعله نقياً نزهاً من الدنس والقذر والدرن.

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

[#تدبر_آية #سورة_النور، ٢٢: وفيها قصة أبو بكر الصديق مع إبن خالته مسطح بن أثاثة، رضي الله عنهما]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..🌹

يقول الله أحكم الحاكمين:

وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

يقول الله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ} من الألية وهي الحلف، أي لا يحلف {أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ} أي الطول والصدقة والإحسان، {وَٱلسَّعَةِ} أي الجدة، {أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ}، أي لا تحلفوا أن لا تصلوا قراباتكم المساكين والمهاجرين، وهذا في غاية الترفق والعطف على صلة الأرحام، ولهذا قال تعالى: {وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ} أي عما تقدم منهم من الإساءة والأذى، وهذا من حلمه تعالى وكرمه ولطفه بخلقه مع ظلمهم لأنفسهم. 

وهذه الآيات نزلت في (الصدّيق) رضي الله عنه، حين حلف أن لا ينفع (مسطح بن أثاثة) بنافعة أبداً، بعدما قال في عائشة ما قال كما تقدم في الحديث، فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه، شرع تبارك وتعالى - وله الفضل والمنة - يعطف الصديق على قريبه ونسيبه، وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكيناً لا مال له إلاّ ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد زلق زلقة تاب الله عليه منها وضرب الحد عليها. وكان الصديق رضي الله عنه معروفاً بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية، قال الصديق: "بلى والله إنا نحب أن تغفر لنا ربنا"، ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة وقال: "والله لا أنزعها منه أبداً". 

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الأحد، 22 يونيو 2014

[#التأديبات القرآنية الثلاث من #حادثة_الإفك وتبرئة #أم_المؤمنين، #عائشة_رضي_الله_عنها.. كما ذكرها ابن كثير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

•••التأديب الأول

قوله تعالى:
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
[النور : ١٢]

هذا تأديب من الله تعالى للمؤمنين في قصة عائشة رضي الله عنها حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السوء وما ذكر من شأن الإفك، فقال تعالى: {لَّوْلاۤ} يعني هلا {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} أي ذلك الكلام الذي رميت به أم المؤمنين رضي الله عنها {ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} أي قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم، فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى.

روي أن أبا أيوب (خالد بن زيد الأنصاري) قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة، رضي الله عنها؟ قال: نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك، فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك، قال الله عزَّ وجلَّ: {لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ}، يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب ما قال. وقوله تعالى: {ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ} الخ: أي هلا ظنوا الخير، فإن أم المؤمنين أهله وأولى به، هذا ما يتعلق بالباطن، وقوله: {وَقَالُواْ}: أي بألسنتهم {هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ}، أي كذب ظاهر على أم المؤمنين رضي الله عنها. 

•••التأديب الثاني

قوله تعالى:
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
[النور: ١٦]

هذا تأديب آخر بعد الأول، يقول الله تعالى: {وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا} أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد {سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} أي سبحان الله أن يقال هذا الكلام على زوجة رسوله، وحليلة خليله، ثم قال تعالى: {يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً} أي ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً، أي فيما يستقبل، ولهذا قال: {إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} أي إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه وتعظمون رسوله، صلى الله عليه وسلم. ثم قال تعالى: {وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ}، أي يوضح لكم الأحكام الشرعية والحكم القدرية، {وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي عليم بما يصلح عباده، حكيم في شرعه وقدره.

•••التأديب الثالث

قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
[النور: ١٩]

هذا تأديب ثالث لمن سمع شيئاً من الكلام السيء فقام بذهنه شيء منه وتكلم به، فقد قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} أي يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا} أي بالحد، وفي الآخرة بالعذاب {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي فردوا الأمر إليه ترشدوا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته".

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

الأربعاء، 18 يونيو 2014

[لئن أدركت #رمضان، ليَرينَّ اللهُ ما أصنع]

عن أنس، رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس ابن النضر، رضي الله عنه، عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين.. لئن الله أشهدني قتال المشركين، ليرين الله ما أصنع.

فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: ياسعد بن معاذ، الجنة ورب الكعبة، إني أجد ريحها من دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع! قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.

قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآيه نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه...} إلى آخرها، [الأحزاب: 23]. (متفق عليه)

••• قال بعض الفضلاء: 
 (لئن أدركت رمضان، ليَرينَّ اللهُ ما أصنع)

قالوا هذا الكلام الجميل مقتدين بالعهد الذي قطعه أنس، رضي الله عنه، على نفسه، أمام الله تعالى ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وقد صدق في عهده.

••• وإقتداءً بأنس، رضي الله عنه، وبالمجتهدين كذلك، قد يقول رجل قصر في عبادة من العبادات، كالصلاة مثلا: 
(لئن أدركت الصلاة القادمة، ليَرينَّ اللهُ ما أصنع)

••• ومنهم من يقول: 
(لئن أدركت الحج القادم، ليَرينَّ اللهُ ما أصنع)

••• ومنهم من يقول: 
(لئن رزقني الله من فضله، ليَرينَّ اللهُ ما أصنع من الإنفاق)

••• ومنهم من يقول كما قال أنس تماما، رضي الله عنه، في شأن فريضة الجهاد في سبيل الله.

••• ومنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..


#منقول

الأحد، 15 يونيو 2014

[#حادثة_الإفك وعشر آيات من #سورة_النور في تبرئة عرض الرسول الكريم وأم المؤمنين، #عائشة، رضي الله عنها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..🌹

بيان القصة كما في الأحاديث الصحيحة:

"عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معه، قالت عائشة رضي الله عنها: فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي، وخرجت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذلك بعدما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذن بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه، قالت: وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلن ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي.

فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وقد كان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته، فوطئ على يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبره (عبد الله بن أبي بن سلول).

فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمناها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم؟" فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعدما نقهت [شُفيت] وخرجت معي أم مسطح قِبَل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلاّ ليلاً إلى ليل؛ وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه في البرية، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها في بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح ... وابنها مسطح بن أثاثة، فأقبلت أنا وابنة أبي رهم أم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح! فقلت لها: بئسما قلت، تسبين رجلاً شهد بدراً؟ فقالت: أي هنتاه ألم تسمعي ما قال؟ قلت: وماذا قال؟ قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضاً إلى مرضي.

فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلم، ثم قال: "كيف تيكم؟" فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذٍ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه، لماذا يتحدث الناس به؟ فقالت أي بنية، هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلاّ أكثرن عليها، قالت، فقلت: سبحان الله، وقد تحدث الناس بها؟ فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي.
قالت: فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (علي بن أبي طالب) و (أسامة بن زيد) حين استلبث الوحي، يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، فقال أسامة: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم إلاّ خيراً، وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر، قالت: فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بريرة فقال: "أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟" فقالت له بريرة: والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. 

فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من يومه، فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول، قالت: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر: "يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلاّ خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلاّ خيراً، وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي"، ... قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذا استأذنت عليّ امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي.

فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت: فتشهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين جلس، ثم قال: "أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه"، قالت: فلما قضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله، فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: والله لقد علمت، لقد سمعتم بهذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لا تصدقونني، ولئن اعترفت بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتُصَدِّقُني، فوالله ما أجد لي ولكم مثلاً إلاّ كما قال أبو يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت وأنا والله أعلم حينئذٍ أني بريئة، وأن الله تعالى مبرئي ببراءتي، ولكن: والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحيٌ يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في النوم رؤيا يبرئني الله بها، قالت: فوالله ما رام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتى أنزل الله تعالى على نبيه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت: فسري عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: "أبشري يا عائشة، أما الله عزَّ وجلَّ فقد برأك".

قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلاّ الله عزَّ وجلَّ، هو الذي أنزل براءتي، وأنزل الله عزَّ وجلَّ: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم...} العشر آيات كلها [الآيات بدءا من النور: ١١]."

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه