
على الرغم من اشتياقي الشديد له، بين الفينة والأخرى، بعد (المضغوط) ومع (البرست)، وعند حرارة الصيف وبعد (الكورة).. وعند شعوري بنقص الكافيين (عن منسوبه الطبيعي).. إلا أني لازلت أجاهد نفسي كي أمتنع.. وسأواصل كفاحي معه للسنة الثامنة على التوالي..
نعم.. للسنة الثامنة حتى الآن.. لم أشربه، ولم أتذوق طعمه.. البيبسي.. أبو سمرة الأمريكي : )
طبعا.. قد يظن البعض أني متطرف في مراقبة بيت الداء.. المعدة.. من ناحية صحية.. ولكن الأمر غير ذلك.. وأيضا هو ذاك، في المقام الثاني.
بالنسبة لي، من خلال الروايات (المتواترة) والدراسات التي سمعت وقرأت.. منها ما ورد في الصحف، ومنها ما وجدته على الإنترنت.. كلها تفيد أن البيبسي يحوي ضمن تركيبته مواد استخرجت من أمعاء الخنزير (مادة البيبسين Pepsin)!! أحيانا، يظن الشخص أن تلك الأخبار لها أهداف تجارية تخدم شركات أخرى، وأنها أيضا مفبركة وتستهدف نجاح رواج المشروب.. وربما يكون الأمر كذلك، إلا أن الغريب في موضوع المشروب الأسمر، وهو ما يؤيد وجهة نظري الشخصية هنا، أني لم أسمع أو أطلع على أي دراسة تنفي أو تثبت خلو المشروب من تلك المادة.. (مادة الببسين الخنزيرية).. وهو ما تقوم به الشركات الكبرى في العادة، للمحافظة على سمعتها ونمو أرباحها، ولو كلفها الأمر ملايين الدولارات!؟ وأخشى أن تكون هذه هي سياسة شركة بيبسي المقتبسة من قوله (الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقضها)..فلاهي أثبتت ما شيع، ولا هي نفت. {بالمناسبة، حديث الفتنة نائمة حديث منكر وضعفه الألباني}
من ناحية دينية.. ولأني آمنت بهذا السبب - على الأقل، أعتبرها مسألة رأي شخصي، لا أعممه على غيري ولا أدعي أنها فتوى شرعية - لم يبقى لدي أدنى شك في مسألة تحريم هذا المشروب من تحليلة.. وهو ما إطمئنت نفسي إليه.. (فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ...).. متفق عليه.
ولو اتصل بي مندوب التسويق لشركة بيبسي محاولا إقناعي بأنهم قاموا بإزالة المادة المستخرجة من أمعاء الخنزير من المشروب.. سيظل لي وجهة نظر أخرى.. صحية طبعا.
كنت قبل فترة مع أحد الأقارب.. صيدلاني متقاعد.. شرح لي بشكل مفصل أضرار إندماج المادة الهضمية (البيبسين) الموجودة في المشروب مع نفس المادة الموجودة ضمن عصارة المعدة لدى الإنسان.. وكيف أن المادة الأصلية في المعدة تعد كافية لهضم الطعام.. إلا أنه يتم مضاعفتها، بشكل سلبي طبعا، مع البيبسي.. ولا يخفى عليك ما لإختلال توازن العناصر الهضمية في المعدة من ضرر على الصحة.
قبل أن أقلع عن شرب البيبسي.. كنت ألاحظ تغيرا ما يحدث لأسناني أثناء وبعد شرب البيبسي.. السلاسة واللزوجة التي تغطي الأسنان الأمامية تنعدم، ويصبح سطح الأسنان (خشن) كما لو كنت تلمس قطعة خشبية. تستطيع أن تجرب بنفسك. المهم، لم أفهم تفسير تلك الظاهرة من قبل، حتى اطلعت على مقال عن البيبسي.. يفيد بأن البيبسي يحوي مادة تقوم بإزالة طبقة الـ(مينا - Tooth Enamel) من على سطح الأسنان.. وهي المادة التي تحمي عاج السن من البكتيريا، التسوس وحتى من الحساسية كذلك.. فقدان طبقة المينا يحدث للأسنان بعد إزالة الجير عنها عن طريق الـ(صنفرة) الطبية للأسنان، وهو أمر لا يوصي الأطباء بالقيام به إلا عند الضرورة.. (فما بالك بمن يقوم بذلك بشكل يومي!؟)
ومما ورد أيضا في أمر البيبسي والصبية.. أمر يصيبك بالحسرة والألم.. فعندما تشاهد أطفالا لم يتجاوزو الخامسة.. (تسوست) وتآكلت أسنانهم.. وكأن أعمارهم كـ(مدخنين) أضعاف أعمارهم في الحقيقة؛ وذلك لفقدانهم لطبقة المينا الواقية لأسنانهم عند شرب البيبسي، مما يجعلها معرضة للإختراق بسهولة!! إذا شاهدت أحدا منهم، إسأله: تحب البيبسي، يا بطل؟ تصبر عند سماع الإجابة.. ولا تنسى أن تدعي له ولأهله بالصلاح!
هذا تأثير البيبسي للأجزاء الصلبة في جسم الإنسان، كالأسنان مثلا.. فماذا بالأجزاء الرقيقة؟!
يحكي لي هشام.. أخ وصديق عزيز.. أن أحد مدربي الهلال لكرة القدم، للناشئين (أتحفظ على ذكر اسمه).. كان في إحدى الجلسات الودية يتكلم عن الكم الكبير للإصابات (الكسور) التي يتعرض لها اللاعبين، بشكل ملحوظ وعلى غير ما إعتاد على مشاهدته في تاريخه القديم.. وكان ينسب السبب في ذلك لتعرض الجيل الجديد لكميات كبيرة من البيبسي، وهذا تأثيرها على قوة العظام!
أما ما جاء في الكلى وعلاقتها (المشبوهة) مع أبو سمرة الأمريكي.. البيبسي.. فالحديث حول ذلك يطول، ولن أقوم هنا بإعادة إختراع العجلة وإعادة صياغة ما قيل عنها: بأنها تقضي ما يقارب الثمان ساعات في (فلترة) المواد والألوان الصناعية الموجودة في البيبسي، بينما تقوم – أي الكلى - بتصفية نفس كمية البيبسي من الماء في قرابة الخمس دقائق..!! سمعنا جميعا هذه المعلومة منذ فترة قديمة.. ولكن الغريب، بالتسبة لي، وأعتقد أنك تشاركني الرأي، أننا لم نسمع - حتى لحظة كتابة هذه الكلمات - بأي دراسة أو مقال أو شخص ينفي هذه المعلومة؟! أفلا أكون عبدا مصدق!؟
من المواقف التي لا أنساها مع البيبسي.. كنت حينها في منتزه سلام.. (أيام التذاكر بـ3 ريال).. طفل مصري.. ربما في الثامنة من عمره.. بدين لدرجة الظرافه.. وقف بجانبي ليشتري بيبسي من الكشك. أعطاه الرجل ما طلب.. بيبسي.. نظرت إليه وكلي حسرة "إيش رايك تشتري عصير أحسن وأفود لك من البيبسي".. رد الطفل، بعد أن نظر إلي باستغراب: "آآآه صح.. أديني عصير برتأآن".. عاد ونظر إلي مرة أخرى وكأنه لاحظ شيء ما.. طلب مني هذه المرة بصوت خافت أن أقترب منه وأعطيه أذني ليخبرني أمرا لا يتمنى أن يسمعه غيري.. "بس بيني وبينك.. العصير أحسن.. أنا أصلا شايل وحدة من الكلى..!!" وهنا أعطيك المايكروفون.. واترك التعليق لك..
أخي وصديقي هاشم (ليس هشام، صاحب مدرب الهلال).. كان يعمل في شركة بيبسي (أعتذر عن ذكر إسم المصنع). سألته عن الشائعات المترددة حول المواد المستخدمة في تصنيع مادة البيبسي.. وهل أن المعلومة القائلة بأن المصانع السعودية للبيبسي لا تعرف حقيقة المواد المكونة للمشروب؟ كانت إجابته بالنسبة لي مذهلة.. يقول: كل ما نقوم به في المصنع هو إضافة السكر والماء بنسب معينة لمواد تأتي معلبة من أمريكا.. ولا أنا ولا غيري في المصنع يعرف تركيبة البيبسي، أو ماهي محتوياته الحقيقية.
حكومة كيرلا، في الهند.. على الرغم من تأخرها عنا ماديا وحضاريا - على الأقل كما أعتقد – قامت بحضر بيع البيبسي، لوجود مواد ضارة فيه. شركة بيبسي، في المقابل، حاولت الدفاع عن سمعتها هناك وادعت بأن المياه المستخدمة في مصنع الشركة في الهند هي مصدر تلك المواد. وكما قيل.. ما فيه دخان من غير نار!
عبد الله.. مدمن بيبسي كبير.. (لي معاه عشرة عمر).. وصلته النصائح من كل مكان. استمر في إدمانه على البيبسي :) .. النتيجة: تراكمت لديه كميات من رواسب البيبسي داخل جسده، ولم يبلغ العشرين بعد.. لم تخرج تلك الرواسب إلاعلى يد الجراح، والذي أرجع السبب لإفراطه في شرب للبيبسي. وإن شاء الله آخر زيارة للجراح، وبالسلامة..!!
هذا بعض ما جاء في شأن البيبسي.. وبه لا أستطيع الجزم تماما بأنه مشروب قاتل، ولا حتى مضر لدرجة (ما قبل الموت)، أو مهدد للصحة العامة - وأسأل الله الصحة والسلامة للجميع.. فهناك من ولد مع البيبسي، وشاخ معه.. ولم يضره منه شيء..ولكن، هناك حجة وعقل ودليل.. (والأمر إليك، فانظر ما ذا ترى!)
تحياتي
محمد
abuzaifah@hotmail.com
تعليقات القراء على الموضوع تحمل فائدة أكبر بكثير من المقال.. علما أن اختلاف وجهات النظر لا تفسد للـ(حب) قضية.. :)