الأحد، 22 يونيو 2014

[#التأديبات القرآنية الثلاث من #حادثة_الإفك وتبرئة #أم_المؤمنين، #عائشة_رضي_الله_عنها.. كما ذكرها ابن كثير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

•••التأديب الأول

قوله تعالى:
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
[النور : ١٢]

هذا تأديب من الله تعالى للمؤمنين في قصة عائشة رضي الله عنها حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السوء وما ذكر من شأن الإفك، فقال تعالى: {لَّوْلاۤ} يعني هلا {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} أي ذلك الكلام الذي رميت به أم المؤمنين رضي الله عنها {ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} أي قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم، فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى.

روي أن أبا أيوب (خالد بن زيد الأنصاري) قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة، رضي الله عنها؟ قال: نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك، فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك، قال الله عزَّ وجلَّ: {لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ}، يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب ما قال. وقوله تعالى: {ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ} الخ: أي هلا ظنوا الخير، فإن أم المؤمنين أهله وأولى به، هذا ما يتعلق بالباطن، وقوله: {وَقَالُواْ}: أي بألسنتهم {هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ}، أي كذب ظاهر على أم المؤمنين رضي الله عنها. 

•••التأديب الثاني

قوله تعالى:
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
[النور: ١٦]

هذا تأديب آخر بعد الأول، يقول الله تعالى: {وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا} أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد {سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} أي سبحان الله أن يقال هذا الكلام على زوجة رسوله، وحليلة خليله، ثم قال تعالى: {يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً} أي ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً، أي فيما يستقبل، ولهذا قال: {إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} أي إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه وتعظمون رسوله، صلى الله عليه وسلم. ثم قال تعالى: {وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ}، أي يوضح لكم الأحكام الشرعية والحكم القدرية، {وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي عليم بما يصلح عباده، حكيم في شرعه وقدره.

•••التأديب الثالث

قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
[النور: ١٩]

هذا تأديب ثالث لمن سمع شيئاً من الكلام السيء فقام بذهنه شيء منه وتكلم به، فقد قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} أي يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا} أي بالحد، وفي الآخرة بالعذاب {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي فردوا الأمر إليه ترشدوا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته".

*من تفسير ابن كثير، رحمنا الله ورحمه

ليست هناك تعليقات: