السبت، 7 يونيو 2014

تفسير وتدبر قوله تعالى: (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النور: ١]

السلام عليكم..

#تدبر و#تأمل أول آية من هذه السورة العظيمة..

يقول الله العزيز الحكيم:

سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
 [الآية: ١]

يقول القرطبي:
مقصود هذه السورة ذكرُ أحكام العفاف والسِّتر. وكتب عمر، رضي الله عنه، إلى أهل الكوفة: "علّموا نساءكم [هذه السورة]". وقالت عائشة، رضي الله عنها: لا تُنزلوا النساء الغُرَف ولا تعلموهنّ الكتابة وعلموهنّ [هذه السورة] والغْزل. {وَفَرَضْنَاهَا} أي فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ما فيها من الأحكام.

ويقول ابن كثير:
يقول تعالى: هذه السورة أنزلناها، فيه تنبيه على الاعتناء بها ولا ينفي ما عداها. {وَفَرَضْنَاهَا}، قال مجاهد: أي بينا الحلال والحرام والأمر والنهي والحدود. وقال البخاري: ومن قرأ {وَفَرَضْنَاهَا} يقول: فرضناها عليكم وعلى من بعدكم. {وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}، أي مفسرات واضحات {لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. 

ويقول الشوكاني:
{وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَات} أي: أنزلنا في غضونها وتضاعيفها، ومعنى كونها بينات: أنها واضحة الدلالة على مدلولها، وتكرير {أنزلنا} لكمال العناية بإنزال هذه السورة، لما اشتملت عليه من الأحكام.

ويقول سيد قطب:
تبدأ [هذه السورة] بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف، ومن آداب وأخلاق. فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة، ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية، وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية.

ويقول الشعراوي:
{وَفَرَضْنَاهَا} الشيء المفروض يعني الواجب أن يُعمل؛ لأن المشرِّع [الله ربنا العظيم] قاله وحكم به وقدَّره.

ويقول محمد بن محمد بن مختار الشنقيطي:
استفتح الله تبارك وتعالى هذه السورة بتنبيه العباد إلى فضلها، وعلو مكانها ومنزلتها. وقد كان من عادة القرآن أن تُسْتَفتح السور فيه بمقاصده، ويذكر الله، عز وجل، فيها ما يذكره، ولكن هذه السورة خاصة استفتحها الله عز وجل بتنبيه العباد على عظيم شأنها، ولذلك اعتُبر من خصائص [هذه السورة] أن الله عز وجل استفتحها ببيان فضلها، فهذه منزلة لـ#سورة_النور لم تشاركها فيها غيرها من سور القرآن.

[من يقرأ هذه الآية في مطلع السورة يبدأ في تهيئة قلبه وعقله لتلقي الآيات البينات التي تليها، والتي بدأها الله تعالى بأمر عظيم جلل، حرّمه على المؤمنين، ورد في قوله تعالى: 

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ... الآية} [النور: ٢]].
____
*من عدة مفسرين، رحمنا الله ورحمهم

ليست هناك تعليقات: