الأحد، 16 فبراير 2014

تفسير سورة الروم، الآيات (٢٥-٢٧)

السلام عليكم ورحمة الله.. طاب صباحكم ويومكم..🌹

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم (٢٥-٢٧):

وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ
(الروم، ٢٥)

يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ}، كقوله تعالى: 
{وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}
[الحج: 65]، وقوله تعالى: 
{إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ} [فاطر: 41]
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال: والذي تقوم السماء والأرض بأمره، أي هي قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها، ثم إذا كان يوم القيامة بدلت الأرض غير الأرض والسماوات، وخرجت الأموات من قبورها أحياء، بأمره تعالى ودعائه إياهم، ولهذا قال تعالى: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} أي من الأرض، كما قال تعالى: 
{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} 
[الإسراء: 52].
وقال تعالى: 
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ  * فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ}
[النازعات: 13-14].
***
ويقول تبارك وتعالى:

وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
(الروم، ٢٦)

يقول تعالى: {وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ} أي ملكه وعبيده {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} أي خاضعون خاشعون طوعاً وكرهاً.
***
ويقول الحق تبارك وتعالى:

وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(الروم، ٢٧)

وقوله: {وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، قال ابن عباس: يعني أيسر عليه، وقال مجاهد: الإعادة أهون عليه من البداءة، والبداءة عليه هينة.
***
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 "يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد."
***
وقال آخرون: كلاهما بالنسبة إلى القدرة على [السواء]، وقال العوفي عن ابن عباس: كلٌّ عليه هيِّن، وقوله: {وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ}، قال ابن عباس: كقوله تعالى: 
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}
[الشورى: 11]

وقال قتادة: مثله أنه لا إله إلاّ هو ولا رب غيره، وقوله: {وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ} وهو العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد غلب كل شيء، وقهر كل شيء بقدرته وسلطانه، {ٱلْحَكِيمُ} في أقواله وأفعاله، وعن مالك في قوله تعالى: {وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ} قال: لا إلٰه إلاّ الله.

*من تفسير ابن كثير، رحمه الله

ليست هناك تعليقات: