الخميس، 27 فبراير 2014

مما جاء في تفسير (ولا تقربوا الزنا).. الإسراء، ٣٢

السلام عليكم ورحمة الله.. أسعد الله يومكم وعيشكم..

يقول الحق تبارك وتعالى:

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾
(الإسراء، ٣٢)
 
أيها الإخوة المؤمنون، وردت آية النهي عن الزنى بين آيتي النهي عن القتل!

﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ﴾
(الإسراء: ٣١)

﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾
(الإسراء: ٣٣)

 جاءت بينهما آية النهي عن الزنى.

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾
 (الإسراء: ٣٢)
 
فبعض العلماء استنبط من أن تكون آية النهي عن الزنى بين آيتي النهي عن القتل أن الزنى نوعٌ من أنواع القتل، ولكن هذا القتل قتلٌ معنوي، وليس قتلاً مادياً، فهذه المرأة التي تقع في الزنى كأنها تقتل فتخرج من إنسانيتها، وتبعد عن مهمتها المقدسة، وعن الوظيفة العليا التي خلقت من أجلها، وعن أن تقوم بدورها الطبيعي الإنساني. 
 ***
 ليس النهي في هذه الآية عن ارتكاب الزنى! ولكن النهي عن الاقتراب من الزنى، فأي شيء يقربك إلى الزنى أنت منهي عنه بنص هذه الآية، فالنظر إلى النساء خطوة أولى نحو الزنى، والحديث معهن حديثاً فيه لين، كذلك خطوة إلى الزنا، ومجالسة أهل الزنى والاختلاط، وقراءة الأدب الرخيص، ومشاهدة الأشياء التي تسبب إثارة المشاعر، ومتابعة التمثيليات الفاضحة كلها خطوة إلى الزنا، وربنا سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾
***
 قال عليه الصلاة والسلام:
(إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه)
[أخرجه الطبراني عن ابن مسعود]

 وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ:
(سأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ)
 (سنن أبي داود)
 
كل هذه الأحاديث إنما هي مستنبطة من هذه الآية: 
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾
***
[قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ... ) رواه البخاري ومسلم 

وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم: "يا علي، إن لك كنزاً في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى –أي إذا كانت عن غير قصد- وليست لك الآخرة"، رواه أحمد.

وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفَّت عن محارم الله." رواه الطبراني ورواته ثقات]

*مقتطفات للدكتور محمد راتب النابلسي

ليست هناك تعليقات: