الخميس، 6 مارس 2014

مما جاء في تفسير (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الإسراء، ٤٤

السلام عليكم.. أسعد الله صباحكم وملأ دنياكم نورا لا نهاية له..🌹

يقول من سبح بحمده كل شيء:

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
(الإسراء، ٤٤)

يذكر تعالى أن السماوات السبع والأرض ومن فيهن تقدسه، أي من المخلوقات، وتنزهه وتعظمه وتبجله وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون، وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته.

كما قال تعالى: 
{تكاد السمٰوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا • أن دعوا للرحمٰن ولدا}
[مريم: 90-91].

وقوله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} أي وما من شيء من المخلوقات إلاّ يسبح بحمد الله {وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، أي لا تفهمون تسبيحهم لأنها بخلاف لغاتكم، وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات، كما ثبت في  صحيح البخاري: عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل، وفي حديث أبي ذر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل." 
***
وقال الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم:
"اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً لله منه."

وفي سنن النسائي: عن عبد الله بن عمرو قال:
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع، وقال: نقيقها تسبيح."

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوحاً عليه السلام قال لابنه: يا بني آمرك أن تقول سبحان الله فإنها صلاة الخلق، وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق"، قال الله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}.

وقال عكرمة في قوله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قال: الأسطوانة تسبح. والشجرة تسبح. وقال بعض السلف: صرير الباب تسبيحه، وخرير الماء تسبيحه.
***
وقال آخرون: إنما يسبح من كان فيه روح من حيوان ونبات. قال قتادة في قوله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قال: كل شيء فيه روح يسبح من شجر أو شيء فيه، وقال الحسن والضحّاك: كل شيء فيه الروح. وقد يستأنس لهذا القول بحديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين فقال:

"إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة"، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين. ثم غرز في كل قبر واحدة ثم قال "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا."

قال بعض من تكلم عن هذا الحديث من العلماء، إنما قال ما لم ييبسا: لأنهما يسبحان ما دام فيهما خضرة فإذا يبسا انقطع تسبيحهما، والله أعلم.
***
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} أي أنه لا يعاجل من عصاه بالعقوبة، بل يؤجله وينظره، فإن استمر على كفره وعناده أخذه أخذ عزيز مقتدر.
***
[• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) رواه مسلم

• وقال صلى الله عليه وسلم: (إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، و الله أكبر.. تنفض الخطايا، كما تنفض الشجرة ورقها) حسنه الألباني

• وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) صحيح ابن تيميه

• وقال صلى الله عليه وسلم: (إن مما تذكرون من جلال الله: التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، ينعطفن حول العرش، لهن دويٌ كدوي النحل تذكر بصاحبها.. أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يذكر به) صححه الألباني

• وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إعطاء الوَرِق والذهب، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟  قالوا: بلى، قال: ذكر الله) صححه الألباني

• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله) حسنه الألباني

*التفسير من ابن كثير، رحمه الله ورحمنا

ليست هناك تعليقات: